الحكومة الرشيدة وعودة السفير المخطوف
يفترض في حدث كهذا أن يصمت الإعلام حيال واقعة اختطاف السفير الأردني في ليبيا السيد فواز العيطان .
القضية ليست عرض عضلات صحفية أو فذلكات ، وبإمكان كل أردني أن يشتم ويلعن ، وفي النتيجة ، فإن الأمر قد ينعكس على السفير والقضية برمتها .
إذا كان الخاطفون يرومون أمرا ما ، فإننا لم نسمع به لغاية كتابة هذه السطور ، وقد نسمع به خلال الساعات القادمة ، ونسأل الله تعالى أن ينعم سفيرنا بالحرية .
مصادر إعلامية زعمت أن قوة كوماندو أردنية غادرت إلى ليبيا للمشاركة في إطلاق السفير ، والامر غير مؤكد هنا أيضا ، ويجب الإنتظار .
قضية اختطاف السفير الاردني في ليبيا ليست قضية عابرة في سياق قضايا عابرة ، هي نقطة ارتكاز لإعادة تفكير في خلفيات مشهد عكس قرارات اتخذت ، ومعاهدات أبرمت ، لأن مجرد اتخاذ القرار لا يعني شيئا حتى وإن كان قيد التنفيذ أو برسمه .
ولقد فعلها البريطانيون ، فعلوها بذكاء وألبسونا وزرها ، ذلك عندما أصررنا على الإتيان بأبو قتادة عبر معاهدة أوقف تنفيذها القضاء هناك لسنوات ، رغم أنف الحكومة ، إلا أننا في النهاية تسلمنا هذا الرجل الذي " تخلصوا " منه ومن همه ، وحملوه على ظهورنا .
ما الذي يضمن أن يخرج مجانين في بلد ما ، في زمن ما ، ويطالبون بهذا الشخص ، ونكون فعلا " براقش " التي جنت على نفسها ؟؟ .
قنوات ما تسمى " المواقع الجهادية " بثت فيديوهات لأشخاص أردنيين يقومون بتمزيق الجواز الأردني ، إلى جانب جوازات أخرى مزقها أشخاص تابعون لدول عربية متعددة ، متعهدين بأنهم سيحاربوننا في عقر دارنا ، وأدعو الله أن لا نطالب بهؤلاء أيضا إن وقعوا في مصيدة في الخارج ، إلا إن كانوا قدموا إلينا بأرجلهم .
لا أعتقد أن سياسة البحث عن " وجع الرأس " هي سياسة راشدة تتخذها الحكومات الأردنية ، والتي يفترض بها أن تعالج قضية السفير بحكمة وذكاء ، وليس بجحر العيون وعقد الحواجب .
فواز العيطان ليس ابن عشيرته أو ابن الدولة فقط ، هو ابن كل عائلة أردنية ، فهو ممثل للأردن كله ، ومن حق الأردنيين أن يطلق سراح ابنهم ، أما كيف ، فإن هذا من شأن الحكومات التي أدعو الله أن تكون رشيدة .
أعني : رشيدة بما يكفي لإعادته إلينا سالما غانما .
د . فطين البداد