العرب والأقصى : للبيت رب يحميه !
في غمرة انشغال العالم أجمع بعين العرب كوباني وبتنظيم البغدادي والعراق وسوريا ، تصول طائرات بشار الأسد وتجول في طول سوريا وعرضها لتقصف القرى والمدن والأرياف وتخلف مئات الضحايا من المدنيين العزل .
وفي جنوب الجزيرة العربية " تحاول " إيران بواسطة ذراعها الجديد - الحوثيين - احتلال كل اليمن تنفيذا لمخططها الفارسي القديم في الهيمنة والسيطرة واستعباد العرب من جديد بشكل مباشر وتحت تهديد السلاح وشطب " ذي قار " و " القادسية " من أرشيف الذاكرة العربية والإسلامية والعودة إلى عهد المناذرة .
في غمرة هذا وذاك وغيره مما لا مجال لذكره ، تنتهز إسرائيل هذه الأحداث لتضرب ضربتها الكبرى على جبهة لا تقل خطورة إن لم تكن الأخطر في تاريخ الصراع مع الكيان منذ إنشائه للآن.
فقد تأكد أن إسرائيل ستطرح في دورة الكنيست الشتوية القادمة مشروع قرار تقدمت به المتطرفة ميري ريجف ، وهي عميد متقاعد في الجيش الإسرائيلي كانت تتسلم موقع المتحدثة باسم الجيش ، ويقضي المشروع المذكور بتقسيم الأقصى بين المسلمين واليهود ، على طريقة الحرم الإبراهيمي في الخليل .
الأردن ، وبما يحمله من مسؤولية تاريخية تجاه المقدسات في القدس سارع إلى طلب توضيحات من الكيان بهذا الشأن من خلال سفيره في تل أبيب ، ووفق موقع جي بي سي نيوز فإن الطلب الأردني لا زال تحت الملاحظة ولم يتم الرد على الأردن رسميا حتى الآن .
أضاف الموقع في تقرير نشره مؤخرا نقلا عن القناة السابعة الإسرائيلية : " أن الملك عبد الله الثاني يعمل على الساحة العربية والدولية من أجل منع المصادقة على مشروع القرار المذكور، وقد عقب سفير الأردن في رام الله خالد شوابكة بالقول في مقابلة مع وكالة الأنباء الفلسطينية : "إن إسرائيل تحاول إفراغ الرعاية الأردنية للمسجد الأقصى من محتواها، وتمرير قوانين وبرامج من أجل السيطرة على المسجد، وهناك العديد من الوسائل لممارسة ضغوط على إسرائيل والمجتمع الدولي من أجل وقف الانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل ".
أضافت الموقع : " أثبت الأردن في السابق أن إسرائيل تستجيب للضغوط الأردنية، وقد تم إثبات ذلك في تفكيك الجسر المؤقت الذي أقيم في باب المغاربة، وإن الأردن يعتبر المسجد الأقصى بمثابة خط أحمر ، ولا يمكنه أن يقبل السياسة الإسرائيلية الحالية في القدس.
وأضاف الشوابكة : أن الملك عبد الله الثاني وجه الحكومة الأردنية للعمل في جميع المجالات القضائية والسياسية من أجل وقف الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى فورا، وأن وزير الخارجية الأردنية بعث رسائل عاجلة إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي ووزراء خارجية في جميع أنحاء العالم دعا فيها لوقف المساس بالمسجد الأقصى " .
ولا بد لي هنا من سؤال : هل بمقدور الأردن منفردا إيقاف إسرائيل ، أين بقية العرب ؟ .
لماذا لم نسمع أحدا يتحدث عن الأقصى وما تقوم به إسرائيل فيه ، أوليس الأقصى هو أحد المساجد الثلاثة التي يشد إليها الرحال ، ألم يكن قبلة المسلمين الأولى قبل أن يتوجهوا إلى الكعبة ، لماذا هذا الصمت المريب .
أخشى أن نصل بالأقصى إلى زمن نعيد فيه نفس ما قيل عن الكعبة لأبرهة الأشرم ، ولكن ، لا ضمانة هنا لأي من طيور الأبابيل .
د. فطين البداد