عن انتشار الرائحة الغريبة في العقبة !

تم نشره الأحد 07 كانون الأوّل / ديسمبر 2014 12:15 صباحاً
عن انتشار الرائحة الغريبة في العقبة !
د. فطين البداد

الرائحة الغريبة التي انتشرت في مدينة العقبة مساء الثلاثاء وفجر الأربعاء الفائت وأصابت المواطنين بالرعب ، قال تقرير رسمي : أنها مادة : " غاز مسال " ، أو انفجار أنبوب نفط في إيلات كما تقول مصادر إسرائيلية ، نتج عنه إغراق وادي عربة بالبرك النفطية ، مما يعني استحالة صلاحيته للزراعة كما تقول إسرائيل نفسها وفق تقرير عبري ترجمه موقع جي بي سي نيوز الجمعة الفائتة .

يعرف الأردنيون ويتفكهون ولكن بمرارة ، أن الكيان الإسرائيلي لا يمكن أن يأتي منه خير :

لا بد أنكم تذكرون قصة مطار الغور الأردني " الزراعي " وهو المطار الذي اعترضت عليه إسرائيل ، في نفس الوقت الذي بنت فيه مطارا لها في إيلات رغم اعتراض الخارجية الأردنية ، وتذكرون أيضا قضية الألغام التي يقوم جيشهم بتفجيرها في منطقة الأغوار منذ سنوات وما ينتج عنها من احتراق منازل ومزارع أردنيين لا زالوا ينتظرون وعود الحكومات المتعاقبة بالتعويض ، حيث لم تدفع إسرائيل قرشا واحدا لهؤلاء ، وأيضا تتذكرون مزارع السمك الإسرائيلي في بحر العقبة التي هي سبب من أسباب التلوث ، وفي هذا السياق ، تحضرني قصة النائب " عشا " الذي حصل على ترخيص من السعودية ومصر لإقامة مزارع سمك تجارية كبرى في لسان البحر الأحمر ، وعندما حاول الحصول على موافقة أردنية أبلغته سلطة العقبة أن الإسرائيليين رفضوا .

ولأن شؤون الطاقة متلازمة ، فإن المفاعل النووي يفرض نفسه هنا ، فهذا المفاعل ، بالإضافة إلى اتفاقية إنشاء محطة تحلية في العقبة على الأرض الأردنية تقوم بتزويد إيلات بالمياه نظير تزويد إسرائيل لمحافظات الشمال بمياه طبريا ، واتفاقية الغاز التي ستستمر خمس عشرة سنة ، أقول : كل هذه المشاريع وغيرها ليست سوى مشاريع للهيمنة والسيطرة عن بعد من دون أن ندري أو نحسب له حسابا :
فإذا أقمنا محطة التحلية في العقبة وربطنا خمس محافظات في الشمال ببحيرة طبريا ، فإن إسرائيل ستكون قادرة على تعطيش ملايين الاردنيين بكبسة زر ،وقس عليه ارتباطنا الإستراتيجي بالغاز الإسرائيلي ورهن كهرباء بيوتنا بأيدي هؤلاء الذين ليس لهم ذمة ولا عهد ، وها هو المسجد الأقصى الذي هو تحت الوصاية الهاشمية بموجب اتفاقية وادي عربة دخله المستوطنون ودنسوه ، وها هو القاضي زعيتر يقتل بدم بارد ويضيع دمه هدرا .

فإذا كان تسرب قليل من الغاز دفع بالدفاع المدني الأردني إلى نقل عشرات الأردنيين للمشافي والطلب من سكان العقبة إغلاق نوافذ منازلهم ، فكيف سيكون عليه الحال لو تسرب إشعاع من المفاعل النووي الأردني الذي سيقام في الصحراء والذي سيتم تبريده من محطة " الخربة السمراء " .

أسأل هنا : هل أنشئت محطة الخربة السمراء لمعالجة المياه العادمة أم لتبريد المفاعلات النووية ؟ .

إذا خرقت إسرائيل غدا اتفاقية وادي عربة ، وطلب الشعب قطع العلاقات معها ، فلربما سيقال للاردنيين حينها : إن قطع العلاقات مع إسرائيل خطر ومصيبة ، لأنه سيعطش خمس محافظات ، وكذلك فإن عمان والمدن الأخرى ستبيت بالظلام ، وإذا وصل الأمر حتى إلى هدم إسرائيل للمسجد الأقصى ( سبق وأحرقته ) وأصبح إلغاء وادي عربة محتوما فسيقال للأردنيين حينها : إن لديكم مفاعلا نوويا لا يتحمل أي قصف ولذلك فإن عليكم أن " تقعدوا عاقلين " .

وبموجب كل ما ذكر ، فإن اتفاقية الغاز خطأ استراتيجي ، والمفاعل النووي خطأ استراتيجي ، واعتمادنا على بحيرة طبريا خطأ استراتيجي كذلك .

عودا على بدء : لا أريد أن أكون من أصحاب نظرية المؤامرة ، ولكني أعتقد : إن تدفق النفط في وادي عربة لم يكن ليكون ، لولا أن الأردن بدأ جديا في محاولات استخراج الذهب ، بعد أن دلت دراسات سابقة أن الوادي تتوفر فيه كميات مشجعة من هذا المعدن الثمين ، ورأينا كيف أن حكومة النسورممثلة بوزارة الطاقة طرحت في الثاني من تشرين ثاني الماضي عطاء للشركات الراغبة في التنقيب والإستكشاف .

نعم : لعل الكيان فعل ما فعل في العقبة متعمدا .

د. فطين البداد

fateen@jbcgroup.tv 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات