معاذ الكساسبة
كان الأردن ولا زال قلعة حصينة أمام كل العواصف العاتية التي اجتاحت المنطقة والإقليم وضربته في خواصره الرخوة أكثر من مرة .
عندما يتعلق الأمر بالبلد : - الوطن - ناسه وشجره وحجره ، تزول كل الإختلافات ، وتتلاشى التباينات ، والإجتهادات ، ويصبح الأردن هو العنوان ، وهو المنطلق وهو المآل .
إذا كانت تفجيرات الأربعاء الأسود - التاسع من نوفمبر تشرين ثاني عام 2005 ، مقدمة لشعار " كلنا الأردن " قبل ظهوره في غمرة الشعور الوطني الدافق عبر عقول وعواطف الملايين ، بكل فئاتهم وأعمارهم وتوجهاتهم وأصولهم ومنابتهم ، فإن أربعاء آخر ، عاد بالأردنيين إلى الوحدة المطلقة خلف الطيار معاذ الكساسبة ، حتى بات شعور وشعار " كلنا معاذ " قضية القضايا وحكاية الحكايات أينما ذهبت في الأردن وحيثما حللت .
لم يزعم أحد : أن أي طيار أو طائرة في الدنيا غير معرضة للسقوط لأي سبب ، ولقد شاء القدر أن تكون طائرة معاذ هي الأولى من بين عشرات الطائرات " فصبر جميل والله المستعان " .
لقد سجل الأردنيون وحدة جديدة ، والتفوا حول قيادتهم وحول جيشهم ومصالح بلادهم ، ولم يقل قائل قط بغير ما قالته والدة معاذ ، أو أبوه أو عشيرته أو الكرك بأسرها ، أو الأردن من أقصاه إلى أقصاه .
د. فطين البداد