الأردنيون في الخارج لا بواكي لهم
لا يشفع لوزارة الخارجية الأردنية أن تركن إلى بيانات إدانة صادرة عن أحزاب في الداخل الأردني ، أو عن مجلس العلاقات الأمريكية الأسلامية ممثلا برئيسه نهاد عوض لجريمة مقتل الطالبتين الأردنيتين " الشقيقتين " رزان أبو صالحة ( 19 عاما ) ويسر أبو صالحة (21 ) عاما على يد مجرم يدعى ستيفن هيكس (46 عاما ) عندما أقدم على قتل ثلاثة أبرياء هما الشقيقتان المرحومتان ، والمرحوم زوج إحداهما " يسر " وذلك يوم الثلاثاء الماضي 12 - 2 - 2015 بولاية كارولينا الشمالية .
ونتذكر بهذا الصدد، كيف أن السلطات المصرية أجبرت أحد مراسلي الجزيرة على التخلي عن جنسيته المصرية ليتسنى لها إطلاقه من السجن ، رغم أنه يحمل الجنسية الكندية ، وذلك لكون قانون العفو الرئاسي لا يشمله ، ولا يتيح سوى إطلاق الأجانب ، ومع ذلك فإن الحماية الكندية لمواطنها لا تتعارض مع الحماية المصرية التي يتمتع بها المراسل الإعلامي المذكور ، وقد حضرت كندا ممثلة بسفارتها في القاهرة ، كافة جلسات محاكمته ، والمراد هنا : أن الطالبتين الأردنيتين الفلسطينيتي الأصل ، تتمتعان بحماية أردنية ، برغم حملهما للجنسية الأمريكية ، وكان يفترض أن تأخذ وزارة الخارجية والحكومة العتيدة قضية مقتل أردنيين في الخارج على محمل الجد ، وبمنتهى المسؤولية ، وتصدر بيانات رسمية بخصوصهما ، لأنهما أردنيتان وكفى ، وهذا من أوجب الواجبات وبداهتها ، سواء أكانت الجريمة فيدرالية ستحقق بشأنها الـ (Federal Bureau of Investigation (FBI كما أعلنت ، أم لا .
لا أعرف لماذا يكون المسؤول في الأردن آخر من يتحدث بالشأن الأردني ، مع أن هذا الخبر تصدر عناوين الأخبار في القارة الأمريكية الشمالية والعالم ، على اعتبار أن هذه جريمة عنصرية قتل فيها مسلمون لأول مرة على يد متطرف طائفي حاقد .
بل وإن أغرب ما قرأت عن هذه الجريمة ، هو البيان الذي أصدرته جماعة الإخوان في الأردن والتي لم تشر إلى جنسية الطالبتين ، واكتفت بوصف الضحايا الثلاث بـ " المسلمين " .
إن الدستور الأردني يجبر الحكومات الأردنية على حماية الأردنيين أينما كانوا ، وإنه من المريب أن لا نقرأ تصريحا حكوميا بخصوص أردنيين يحملون إرادات ملكية " جوازات دائمة " قتلوا بدم بارد ، وأجدني مضطرا أن أقلب الصورة وأسأل :
هل كانت وزارة الخارجية الأمريكية ستصمت لو أن القاتل أردني سفك دماء ثلاثة أمريكيين ؟ .
تأكدوا أن وزارة الخارجية لدينا كانت ستسارع إلى إدانة الجريمة أولا ، ومن ثم إرسال رسالة تعزية إلى ذوي الضحايا ، وحق لهم ذلك ، بل حق لهم حينها تلقي تعاز حارة وصادقة من الشعب الأردني كله ، ولكن في عرف الحكومات الأردنية ، فإن الأردنيين في الخارج لا بواكي لهم .
د. فطين البداد