تتمــة : وزراء العشائر المخزومية / آل الخالدي ــ القدس الشريف

تم نشره الأحد 14 آذار / مارس 2010 06:48 مساءً
تتمــة : وزراء العشائر المخزومية / آل الخالدي ــ القدس الشريف

المدينة نيوز- تحدثت في الحلقتين السابقتين عن مشاركة عشيرة آل قدُّورة / بني مخزوم  ( صفد / فلسطين ) في الحكومات الأردنية من خلال الوزير السيد رشدي قدُّورة الذي غلب عليه إسم رشدي الصفدي والوزيرة السيدة إنعام أسعد قدُّورة ( المفتي ) ، وعن مشاركة عشيرة آل الشريدة / بني مخزوم من خلال الشيخ كليب الشريدة ( حكومة الكورة المحلية قبيل تأسيس الإمارة الأردنية ) والوزراء الشيخ عبد الله كليب الشريدة والمحامي نجيب الشريدة والمحامي عبد المجيد عبد الله الكليب الشريدة واللواء المتقاعد الدكتور عادل الشريدة ، وسأتحدَّث في هذه الحلقة عن الوزير / الرئيس حسين فخري الخالدي المخزومي وعن جذور عائلة آل الخالدي المقدسية .

حسين فخري الخالدي

شارك الدكتور حسين فخري الخالدي لأوَّلِ مرةٍ في حكومةٍ أردنيةٍ وزيراً للخارجية وقائماً بأعمال قاضي القضاة في حكومة الدكتور فوزي الملقي المشكـَّـلة في 5/5/1953م ، ثمَّ شغل منصبي وزير الصحة ووزير الشؤون الإجتماعية في حكومة الرئيس إبراهيم هاشم المشكـَّـلة في 21/12/1955م ، ثمَّ عاد ليشغلَ منصبَ وزير الخارجية في حكومة الرئيس سمير الرفاعي المشكـَّـلة في 9/1/1956م ، واستقال من هذه الحكومة في 30/4/1956م ،  وشكـَّـل أوَّلَ وآخِرَ حكومةٍ برئاسته في 15/4/1957م وشغل فيها منصبَ وزير الدفاع إلى جانب الرئاسة ، وشغل الدكتور حسين فخري الخالدي في الأردن إلى جانب المنصب الوزاري وزيراً ورئيسَ وزراء عضويةَ مجلس الأعيان.

وكان الدكتور حسين فخري الخالدي من أبرزِ رجالات فلسطين الذين انخرطوا في العمل الوطني سواءً على ساحة القضية الفلسطينية أم على ساحة القضايا العربية والإسلامية ، فقد أسَّّـس حزبَ الإصلاح في فلسطين في 18/6/1935م ، كما انتخب عضواً قيادياً في اللجنة العربية العليا لفلسطين عندما تأسََّست في عام 1936م ، وشارك في الوفد الفلسطيني إلى مؤتمر المائدة المستديرة حول قضيَّةِ فلسطين الذي انعقد في لندن في عامي 1939م ، 1947م ، وكان واحداً من الزعماء العرب الذين نفتهم سلطاتُ الانتدابِ البريطاني إلى جزيرة سيشل في عام 1937م ، وشغل الدكتور حسين فخري الخالدي في الأردن إلى جانب المنصب الوزاري وزيراً ورئيسَ وزراء عضويةَ مجلس الأعيان ،  وكان إسم الدكتور حسين فخري الخالدي من بين أسماء حكومة عموم فلسطين التي تشكـَّـلت برئاسة السيد أحمد حلمي عبد الباقي بقرار من المجلس الوطني الفلسطيني الذي انعقد في 1 ـ 10 ـ 1948 م في مدينة غزة بدعوة من الشيخ محمد أمين الحسيني رئيس المجلس الإسلامي الأعلى وأحمد حلمي عبد الباقي وعبد الرحمن عزام أمين عام الجامعة العربية في حينه والذي أضفت مشاركته في المؤتمر إشارة ضمنية إلى مباركة الجامعة العربية الحديثة التأسيس لحكومة عموم فلسطين ، ولكن الدكتور الخالدي يذكر في مذكراته التي نشرت في بيروت في عام 1949 م أن اسمه ورد في تشكيلة حكومة عموم فلسطين ولكنه لم يشترك فيها عمليا لأسباب ذكرها ضمن المذكرات .

 

نسب آل الخالدي / القدس الشريف

(يوسف ضيا الخالدي)

تقولُ رواية إنَّ جذور آل الخالدي المقدسية تنحدر من قبيلة بني مخزوم التي ينتمي إليها الصحابي الجليل خالد بن الوليد ، ولكن  روايةً  أُخرى تنفي أن يكون نسبُ عائلة آل الخالدي المقدسيَّة يعود إلى بني مخزوم ، وتقول إنهم يعودون بجذورِهم إلى  عشيرة بني الديري (آل الديري ) من بني عبس من عرب الحجاز، وعبس هو إبن بغيض بن ريث بن رشيد بن غطفان بن قيس عيلان من مُضر، وتستند هذه الرواية إلى ما ذكره مجير الدين الحنبلي في كتابه ( الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل ) عن أحدِ أجدادِ آل الخالدي قاضي القضاة شيخ الإسلام الإمام العالم المحقق شمس الدين أبو عبد الله محمد بن جمال الدين بن عبد الله بن سعد بن مصلح الديري الخالدي العبسي ، والمقصودُ بالديري نسبته إلى آل الديري ، والمقصودُ بالعبسي قبيلة عبس من عرب الحجاز التي تنحدر منها عشيرة آل الديري، ووصف مجيرُ الدين الحنبلي الشيخَ شمس الدين بأنه أوَّلَ الرؤساء من بني الديري ( آل الديري ) ، واختلفت الرواياتُ في نسبة الديري فقيل إنه ديرٌ في حارة المرداويين في بيت المقدس ، وقيل إنها قريةٌ يُقال لها " الدير " في منطقة نابلس وهي الآن خربة مهجورة بالقرب من بلدة جماعين في منطقة نابلس ، ومن جهته ينقلُ المؤرِّخ مصطفى مراد الدبَّـاغ في كتابه الموسوعي ( بلادنا فلسطين ) عن خير الدين الزركلي في كتابه ( الأعلام ) ترجمته لأحدِ رجالات عائلة آل الخالدي على النحو التالي : ( خليل جواد بن بدر بن مصطفى بن خليل بن محمد صنع الله أبو الوفاء الخالدي المخزومي الديري المقدسي ، وتحملُ هذه الترجمة تناقضاً، فالزركلي ينسب آل الخالدي إلى قبيلة بني مخزوم ، وفي نفس الوقت ينسبها إلى عشيرة آل الديري التي ينتهي نسبها بقبيلة عبس من عرب الحجاز ) ، وترى بعضُ الرواياتِ أنَّ انتساب بعض العشائر لقبيلةِ مخزوم لا يعني انتسابها للصحابي الجليل خالد بن الوليد الذي تقول بعضُ الروايات إنَّ نسله انقرضوا بالطاعون دون أن يخلفوا عقباً ، ومن هذه الروايات رواية  المصعب الزبيري في كتابه ( نسب قريش )حيث يقول : "  قد انقرضَ ولدُ خالد بن الوليد فلم يبق منهم أحدٌ ، وورث أيوبُ بن سلمة دارَهم بالمدينة ، وأيُّوب بن سلمة هو من ولد الوليد بن الوليد شقيق خالد بن الوليد  " ، ورواية  ابنُ حزمٍ الأندلسي  (456 هـ ) في كتابه ( جمهرة أنساب العرب ) (ص148) حيث يقول : " وكثــُـر ولدُ خالد بن الوليد حتى بلغوا الأربعين رجلاً وكانوا كلهم بالشام ثمَّ انقرضوا كلهم في طاعونٍ وقع فلم يبق لأحد منهم عقب  " ، ورواية ابنُ فضل الله العمري حيث يقول : "  وأما بنو مخزوم فيدَّعون أنهم بنو خالد بن الوليد ، وكذلك أدَّعى بنوخالد بالحجاز، وبنوخالد بحمص ، وغير هؤلاء ، وقد أجمع أهلُ العلمِ بالنسبِ على انقراضِ عقبه  " ( مجلة العرب، السنة 16 . ص 931) ، ويقول القلقشندي (821هـ ) عند ذكره بني خالد من عرب حمص : " بطنٌ من بني مخزومٍ من قريشٍ العدنانية ، وهم رهطُ خالد بن الوليد أحد أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويقولُ الشيخ المؤرِّخ حمد الحاسر : " نسبة الخالدي إلى خالد بن الوليد من الأمور التي يكون للعاطفة فيها أثر "  ( مجلة العرب، السنة 28، ص392 ) .

ويورد كتاب  ( معجم العشائر الفلسطينية ) لمؤلفه الباحث محمد محمد حسن شرَّاب رواية فيها شيء من الاختلاف عن الروايات السابقة  فيذكر أن عائلة آل الخالدي المقدسية كانت تـُعرف باسم عائلة الديري نسبة إلى قرية " الدير " بالقرب من مردا من قرى جبل نابلس ، أو إلى "الدير" بحارة المرداويين في بيت المقدس ، ثمَّ عـُرفت باسم عائلة " الديري الخالدي " ثمَّ سقطت كلمة الديري منذ القرن التاسع عشر الميلادي فعرفت باسم عائلة الخالدي فقط  ،  ويورد شرَّاب عدة روايات عن سبب تسميتهم باسم آل الخالدي ومنها أنهم أخذوا هذا الإسم لأنهم أعقاب أحد رجالات بني عبس إسمه خالد ، ومنها أنهم أخذوا الإسم من بلدة الخالدية في جهات الموصل بالعراق ، ومنها أنهم أخذوه من نسبتهم إلى الصحابي الجليل خالد بن الوليد المخزومي  رضي الله عنه ، ويشير  إلى أن ابن حزم ذكر أن لخالد بن الوليد نحو أربعين ولداً وحفيداً كانوا كلهم بالشام منهم الذكور ومنهم الإناث ، وبهذا ينفي إبن حزم ما أوردته بعض المراجع عن انقراض نسل خالد بن الوليد في الطاعون ، ويورد شرَّاب أسماء العديد من مشاهير عائلة آل الخالدي المقادسة ومنهم يوسف ضياء الخالدي وروحي ياسين الخالدي وأحمد سامح الخالدي وحسين فخري الخالدي الذي تولى المنصب الوزاري  في الأردن وشكل حكومة برئاسته ، ويورد شرَّاب أسماء عشرة عائلات فلسطينية تحمل إسم الخالدي تتوزَّع على مخيم جباليا وعرَّابة وغزة والبريج ودير البلح وخان يونس ويافا وجنين وحيفا ويذكر من مشاهير آل الخالدي في حيفا الدكتور محمد كمال الخالدي ، ولا يشير شرَّاب إلى وجود أو عدم وجود علاقة قربى بين هذه العائلات والأرجح أنها تلتقي في صلة القرابة ، ويشير كتاب ( بلادنا فلسطين – الجزء الثالث / القسم الثاني ) إلى عائلة تحمل إسم ( الخالدي ) في بلدة عرَّابة وهي إحدى قرى الشعراوية الغربية في منطقة طولكرم ، ويذكر أنها تنتسب إلى الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه .

ويذكر كتاب ( قاموس العشائر في الأردن وفلسطين ) لمؤلفه الباحث حنا عمَّاري أن آل الخالدي من عشائر فلسطين ويقولون إنهم من أحفاد القائد خالد بن الوليد المخزومي ،  هاجروا من حمص وحماة بسوريا وسكنوا في القدس وجنين وغباته ودير القاسي ( شمال شرق عكا ) وبيت جن وسعسع ( قضاء عكا ) ثمَّ سكنوا في يعبد ثمَّ في بلدة عرَّابة.

ويذكر الباحث عبد الحكيم الوائلي في الجزء الثاني من كتابه ( موسوعة قبائل العرب ) أن آل الخالدي ويسمّيهم أيضاً بني خالد هم من أقدم القبائل العربية المعروفة وتقع منازلها على ساحل الخليج ما بين وادي المقطع في الشمال ومقاطعة البياض في الجنوب وتتوغل حتى منطقة الصمان في الغرب ،  ويذكر الوائلي أن قسماً لا يُستهان به من هذه القبيلة قد تحضــَّـر منذ زمن طويل واستقرَّ في أنحاء عديدة من القصيم وأطراف القطيف والظهران ومنهم الجبور والمعامرة  والمهاشير ( يقال إن هؤلاء من بني هاجر من قحطان )، والقرشة ( يقال إن هؤلاء من عبيدة من جنب من قحطان )، والدعم والغبيات والعلجان وآل بشوت وآل منيخر وآل جناح.

ويذكر كتاب ( عائلات القدس المتنفــِّـذة ) لمؤلفته الدكتور أسماء جاد الله خصاونة أن عائلة آل الخالدي المقدسية مشهورة بالعلم وعُـرفت باسم الديري الخالدي العبسي (الديري نسبة إلى قرية الدير- نابلس ، والخالدي نسبة إلى الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه ، والعبسي نسبة إلى طائفة بني عبس من عرب الحجاز ) ، وينقل الكتاب عن كتاب ( الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل ) لمؤلفه مجير الدين الحنبلي أن آل الخالدي هاجروا من القدس قبل سقوطها في أيدي الإفرنج ولجأوا إلى دير عثمان بالقرب من قرية مردى القريبة من قرية جماعين من أعمال نابلس ، ثمَّ عادوا إلى القدس بعد الفتح الصلاحي ( صلاح الدين الأيوبي ) فُعُـرفوا باسم آل الديري نسبة إلى دير عثمان التي قدموا منها ، ثمَّ عُـرفوا باسمهم السابق الخالدي ، ويورد كتاب ( عالات القدس المتنفذة ) أسماء العديد من  علماء آل الخالدي ومنهم قاضي القضاة شمس الدين أبو عبد الله بن محمد جمال الدين بن عبد الله بن سعد بن عبد الله بن مصلح الديري الخالدي العبسي الذي ولد في عام 750هـ - 1345م ، وهو أول من سكن القدس الشريف من آل الخالدي كما يذكر الأستاذ الدكتور ناصر الدين الأسد في كتابه ( محمد روحي الخالدي رائد البحث التاريخي الحديث في فلسطين ) ، وأورد محمد فضل الله المُـحِـبِّـي في كتابه  ( خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر ) من بين علماء وقضاة آل الخالدي العالم الشيخ طه بن صالح المُكـَّـنى بأبي الرضا الديري ووصفه بأنه من علماء بيت المقدس وله كتاب  ( الصكوك في المحكمة ) وتوفي في عام 1071 هـ -1660 م ، وأورد كتاب ( عائلات القدس المتنفذة ) إسم الشيخ محمد صنع الله بن خليل الخالدي الذي توفي في عام 1139 هـ - 1726م بعد أن ترك ذرية كبيرة .

ويذكر الموقع الإلكتروني لمنتدى الأنساب والعائلات الشامية ( بلاد الشام ) أن تاريخ آل الديري الخالدي المخزومي يرتبط بالقائد العربي الاسلامي خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب القرشي المخزومي ، ويرجع نسبها الى سليمان بن خالد بن الوليد ، والى عبد الرحمن بن خالد بن الوليد ، والى محمد بن خالد بن الوليد ،  والى المهاجر بن خالد بن الوليد ، ويورد كتاب ( عائلات وشخصيات من يافا وقضائها ) لمؤلفه الباحث طاهر أديب قليوبي إسم عائلة آل الخالدي من بين أسماء العائلات اليافاوية ، ويذكر القليبوي أن أصلهم من حمص بسوريا وأن مقرّهم الرئيس في القدس الشريف ، ويذكر منهم المربي جميل اليافي (1876-1952م) ، ومن شخصيات آل الخالدي اليافاوية الأستاذ أحمد سامح الخالدي نجل الشيخ راغب الخالدي وللأستاذ أحمد سامح الخالدي كتاب ( أهل العلم والحكم  في ريف فلسطين ) ، ويشير الأستاذ محمود العابدي مدير الآثار السابق في الأردن في تقديمه للكتاب أن طلاب دار المعلمين بالقدس الذين كان واحداً منهم قاموا في عام 1924م برحلة مدرسية إلى يافا دعاهم أحمد سامح الخالدي خلالها إلى دار الأسرة الخالدية في وسط بيارات البرتقال واستضافهم في قاعة الدار التي استضافت عائلة آل الخالدي اليافاوية فيها إمبراطور النمسا عند مروره بفلسطين عائداً إلى بلاده بعد مشاركته في حفل افتتاح قناة السويس ، ويتحدث كتاب ( أعلام الفكر والأدب في فلسطين ) لمؤلفه الأستاذ يعقوب العودات ( البدوي الملثم ) عن العديد من شخصيات عائلة آل الخالدي المقدسية واليافاوية ومنهم الأستاذ أحمد سامح الخالدي الذي يذكر أنه ولد في القدس وتلقى دراسته الابتدائية والثانوية في كولونية الأمريكان وفي مدرسة المطران بالقدس وحصل على شهادة الصيدلة من الجامعة الأمريكية في بيروت في عام 1917م ،  وبعد وقوع فلسطين تحت الإحتلال البريطاني إعتزل الصيدلة وتوجه نحو التعليم على قناعة منه بأن مواجهة الإحتلال البريطاني والخطر الصهيوني تتطلب جيلاً فلسطينياً متعلماً، وعمل مفتشاً في إدارة المعارف العامة للوائي يافا وغزة ثمَّ نقل مساعداً لمدير المعارف العام ، ثمَّ عُيّن مديراً لدار المعلمين في القدس التي كانت محضناً لمعظم رجالات الحركة الوطنية الفسلطينية والتي أطلق عليها لاحقا إسم الكلية العربية ، وبعد النكبة ارتحل أحمد سامح الخالدي إلى لبنان وتوفي فيها عام 1951م ، وتحدَّث العودات عن الأستاذ جميل الخالدي الذي ولد في القدس وأنهى دراسته الإبيتدائية والإعدادية فيها ثمَّارتحل إلى الآستانة ( إستانبول ) ليتخرَّج من المكتب السلطاني في جامعة استانبول حاملاً الشهادة العليا في الفلسفة والتاريخ واللغات ، وكان كقريبه الأستاذ أحمد سامح الخالدي يسكن في يافا وبقي فيها حتى النكبة حيث غادرها إلى غزة ولم يلبث أن توفي فيها في عام 1952م ودفن فيها ، وتحدَّث العودات عن الدكتور حسن شكري الخالدي وهو من مواليد القدس وتخرَّج من كلية الطب العثمانية في الجامعة اليسوعية ببيروت التي كانت فرعاً من جامعة استانبول ، وكانت له إلى جانب مهنته الطبية ميول أدبية ، ويتحدَّث العودات عن الدكتور حسين فخري الخالدي الذي شغل المنصب الوزاري وشكـَّـل حكومة برئاسته في الأردن ، وعن الشيخ خليل الخالدي المُكنـَّـى بأبي الوفاء الخالدي المخزومي الديري الذي كان من علماء الأزهر الشريف ، كما تحدث عن الأستاذ روحي الخالدي الذي انتخب في عام 1908م عضواً في مجلس المبعوثان العثماني ( مجلس النواب ) واختير نائباً لرئيسه ، وكان قد سبقه أحد رجالات آل الخالدي السيد يوسف ضياء باشا الخالدي في إشغال عضوية أول مجلس مبعوثان عثماني (1906م) ، ويتحدَّث العودات عن الشيخ راغب الخالدي مؤسِّـس ( المكتبة الخالدية ) في القدس في عام 1900م ، ويورد العودات في كتابه ( من أعلام الفكر والأدب في فلسطين ) عدة روايات حول نسب عائلة آل الخالدي المقدسية ، الرواية الأولى تنسبهم إلى قرية الدير بالقرب من مردة من قرى نابلس بالقرب من جماعين وزيتا ، أو إلى الدير بحارة المرداويين في القدس ، والرواية الثانية تنسبهم إلى رجل إسمه خالد من طائفة بني عيسى ولكن هذه الرواية تجد تضعيفاً من بعض الباحثين الذين يقولون إنه لا يوجد في شجرة عائلة الخالدي أي شخص يحمل إسم خالد ، والرواية الثالثة تقول إنهم ينسبون إلى موضع إسمه الخالدية وهي قرية الخالدية القريبة من مدينة الموصل بالعراق ، وينقـل العودات عن المؤرّخ علي نصوح الطاهر مؤلف كتاب ( تاريخ القبائل العربية في الأردن ) أن الدكتور حسين فخري الخالدي أبلغه أن عائلة آل الخالدي المقدسية ينحدرون من أصل عراقي وأنهم قدموا إلى القدس من قرية الخالدية القريبة من الموصل .

ويتحدَّث كتاب ( أعلام فلسطين ) لمؤلفه الباحث محمد عمر حمادة عن شخصية من آل الخالدي من مدينة صفد بفلسطين هو الشيخ شهاب الدين أحمد الخالدي الصفدي وكان مفتياً وقاضياً للأحناف في مدينة صفد وتوفي فيها بعد عام 1020هـ /1612م ، ويذكر المؤرِّخ مصطفى مراد الدبَّـاغ في الجزء العاشر من القسم الثاني من كتابه ( بلادنا فلسطين ) أن عائلة آل الخالدي هي إحدى عائلات القدس الشريف وهي عائلة أرستوقراطية عريقة في الحسب والثراء والقدم ، ويذكر الدبَّـاغ أسماء العديد من شخصيات عائلة آل الخالدي المقدسية الذين اشتهروا في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين ومنهم يوسف ضيا الخالدي وروحي الخالدي وخليل الخالدي وأحمد سامح الخالدي وحسين فخري الخالدي ، ويورد الوزير السابق الأستاذ أكرم زعيتر في كتابه  ( الحركة الوطنية الفلسطينية 1935-1939م ) إسم الشيخ أديب الخالدي من بين أسماء ممثلي مدينة جنين في مؤتمر اللجان القومية الذي عقده ممثلون من جميع المدن الفلسطينية لتنسيق العمل ضدَّ الإحتلال البريطاني في بيت المقدس في 7/5/1936م ، ويورد زعيتر إسم الشيخ أديب الخالدي الذي كان مفتياً لمدينة جنين من بين أسماء العلماء الذين عرفتهم سجون المحتلين الإنجليز أثناء ثورة عام 1936م ، ويذكر زعيتر أن أكرم الخالدي كان من ناشطي شباب يافا في الحركة الوطنية الفلسطينية وكان يكتب في صحيفة ( الجامعة الإسلامية ) التي كانت تصدر في يافا ، ويتحدَّث كتاب ( القيادات والمؤسَّـسات السياسية في فلسطين 1917-1948م ) لمؤلفته الباحثة بيان نويهض الحوت عن العديد من رجالات عائلة آل الخالدي بفلسطين ومنهم أديب الخالدي أحد ممثلي جنين في المؤتمر العربي الفلسطيني السابع ( 1928م ) ، وفي المؤتمر الإسلامي للدفاع عن المسجد الأقصى والأماكن الإسلامية المقدسة ( 1928م ) ، وفي مؤتمر علماء فلسطين الأول ( 1935م ) ، وكان من مؤسِّـسي الحزب العربي الفلسطيني ( 1935م ) ، وفي مؤتمر اللجان  القومية ( 1936م ) ، وتورد نويهض إسم السيد اسماعيل الخالدي بين ناشطي كتلة القوميين العرب الذين شاركوا في مؤتمرها العام في حيفا ( 1947م ) ، وتورد نويهض إسم الدكتور حسن الخالدي ( نابلس ) وأحمد سامح الخالدي ( القدس ) وجميل الخالدي ( عكا ) وكامل الدجاني ( يافا ) من بين أسماء مؤسِّـسي فروع جمعيات الشبّان المسلمين في فلسطين ، وتذكر أن المشاركين في مؤتمر الشباب العربي الفلسطيني ( 4/1/1932م ) اختاروا راسم الخالدي بالإجماع رئيساً للجنة التنفيذية للمؤتمر ن وتذكر أنه كان أحد المؤسِّـين لحزب الأمة العربية الذي شارك في تأسيسه عدد من رجالات الحركة الوطنية الفلسطينية أثناء لجوئهم في بغداد (1941م) مع العديد من رجالات الحركة الوطنية العربية من مختلف الأقطار العربية الذين كانوا يقيمون في بغداد .

ولا يكاد كتاب يتحدث عن رجالات فلسطين يخلو من أسماء العديد من رجالات عائلة آل الخالدي المنتشرة في أكثر من مدينة من مدن فلسطين ، ومن هؤلاء : محمد علي بن " السيد " علي محمد خليل محمد صنع الله الخالدي المتوفى سنة 1864م ، كان قاضي القدس ومرعش ، ومن أبرز أعيان القدس ذوي النفوذ والتأثير فيها في النصف الاول من القرن التاسع عشر، وفي سنة 1834 نفي مع غيره من اعيان القدس لمشاركتهم في الثورة على الحكم المصري ثم اعيد الى وطنه ووظيفته ، ولما عاد نفوذ الأتراك إلى بلاد الشام وفلسطين نفي مع غيره سنة 1843 لفترة قصيرة ثم اعيد الى منصبه ، والحاج راغب نعمان "الشيخ راغب" محمد علي السيد علي محمد بن الشيخ خليل بن الشيخ محمد صنع الله الخالدي  ( 1866- 1952 ) ، كان عضوا في  محكمة البداية ومجلس المعارف في العهد العثماني في القدس ، وقد أسَّـس المكتبة الخالدية سنة 1900م بحي باب السلسلة ، ووضع وقفا خاصا لها هو حمام العين ، وتتميز بحيازتها النسخة الاصلية الوحيدة الباقية من الجزء الرابع من مقامات الحريري ، وسليمان " السيد " علي محمد خليل محمد صنع الله الخالدي العالم الازهري الذي كان قاضيا شرعيا في غزة ونابلس وبيت لحم في اواسط القرن التاسع عشر ، وطاهر أفندي " السيد " علي محمد خليل محمد صنع الله الخالدي  الذي كان رئيسا لكتاب المحكمة الشرعية في القدس لفترات متقطعة في اواسط القرن التاسع عشر واحد اعيان المدينة البارزين في ذلك الوقت .

 *****************

 لتصويباتكم.. وتعقيباتكم.. وإضافاتكم..

تلفاكس 4206999

البريد الإلكتروني Ziad_1937@yahoo.com

  ص ب 927666  الرمز البريدي 11190

 

تحذير : ( لا يُسمح بإعادة نشر حلقات هذه الدراسة أو أي جزء منها أو تخزينها في نطاق إستعادة المعلومات أو نقلها بأي شكل من الأشكال دون إذن خطـِّـي ٍ مسبق ٍ من معدِّ الدراسة )

تنويه ... ورجاء:

 · أما التنويه: فإن هذه الدراسة التي استغرقني تحضيرها عدَّة سنواتٍ هي حصيلة جهد فردي غير معصوم عن الخطأ أو النسيان ...

 · وأما الرجاء: فأرجو من كل من يجد في هذه الدراسة خطأً أو نقصاً في معلومة أن يعذرني وأن يتلطَّف بتصويب الخطأ أو بإكمال المعلومة الناقصة، أو بإضافة معلومة جديدة .

 

 

 

 

 


 

 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات