اجتماع " المثليين " في عمان !
لعل اجتماع مثليين في الأردن مؤخرا بحضور السفيرة الأمريكية أليس ويلز ، لن يقف عند بيانات الشجب والإدانة ، خاصة وأن هذا الإجتماع وصل إلى القضاء .
الحدث الذي كشفته مجلة : My.Kali المتخصصة بالإباحة والحرية الجنسية ، أدانته مختلف الشرائح الأردنية ، وتجلى ذلك عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي ، وأدانته أحزاب سياسية وصدرت بحقه بيانات مختلفة ، وصلت إلى دخول دائرة الإفتاء على الخط بفتوى صارمة ، بالإضافة إلى بيان من رابطة العلماء المسلمين في الأردن التي اعتبرت الإجتماع محاولة لنشر الفساد في الأردن ، وتطور الأمر إلى رفع أحد المحامين الأردنيين قضية ضد السفيرة الأمريكية بتهمة " رعاية حفل للشواذ في الأردن " و" تجاوزها حدود عملها الدبلوماسي " .. كما وعلمت بأن النواب سيثيرون هذه القضية خلال الدورة الإستثنائية التي تبدأ الإثنين ، رغم أن الدورات الإستثنائية لمجلس الأمة يغيب عنها بند " ما يستجد من أعمال " إلا أن النواب لا بد سيجدون طريقة ما للتعليق على هذا الإجتماع المريب الغريب .
أخبرني أحد وزراء التنمية الإجتماعية : أن المثليين في الأردن سبق وحاولوا الحصول على ترخيص " جمعية " تضم جميع المثليين أو " الشواذ " ، ولكن محاولاتهم المتكررة باءت بالفشل ، ولعل هؤلاء لجأوا إلى السفارات الأجنبية طلبا للحماية ، فكان هذا الإجتماع ، وهذا مجرد تحليل .
المستغرب في كل هذا ليس اجتماع الشواذ بحد ذاته ، فقد سبق وسمعنا عن اجتماعات لعبدة الشيطان ، بل إن المستغرب أن لا تعلق الحكومة على الأمر ولو بكلمة واحدة ، رغم هذه الضجة ، مكتفية بتصريح مقتضب من محافظ العاصمة يتحدث فيه أنه لم يصله شيء بخصوص اجتماع للمثليين في عمان .
طيب ، الآن بلغ المحافظ أن هناك اجتماعا لمثليين عقد في عمان ونشرت تفاصيله بالصور ، وقد عقد بدون ترخيص رسمي ، فما هو الإجراء الذي سيتخذه حاكم عمان الإداري ؟ .
هذا بالنسبة للمحافظ الذي ندرك بأنه لن يفعل شيئا لأنه غير قادر عليه ، أما بالنسبة للحكومة ، فإن عدم تعليقها ، كما هو واضح ، سببه وجود السفيرة الأميركية على رأس هذا الإجتماع .
إن مجرد وجود مثليين وشواذ في الأردن يعتبر أمرا لافتا بحد ذاته ، وإن مجرد اجتماع هؤلاء بهدف شرعنة وجودهم يعد تحديا صارخا لثوابت المجتمع وقيمه ، فما بالكم إن كان هذا الإجتماع يعقد علنا بوجود الصحافة ، وتحت رعاية أجنبية ؟؟ .
أين الدولة الأردنية ؟ .
د. فطين البداد