عن تقرير صندوق السلام العالمي حول الأردن
احتل الأردن المرتبة الـ 81 عالميا على سلم الهشاشة من بين 176 دولة ، حيث إن الوضع يستوجب الحذر وفق ما قال التقرير الأخير لصندوق السلام العالمي (Fund for Peace ) للعام 2015 ومركزه واشنطن ، والذي نشرته مجلة Foreign Policy الأمريكية وتناقلته مختلف وكالات الأنباء والمواقع العربية والدولية ، إذ جاء الأردن ضمن 40 دولة قال التقرير إنه يتوجب عليها الحذر ، ويتعلق الأمر هنا بالإقتصاد والإجتماع واللاجئين والخدمات والتنمية وغيرها ، والصندوق المذكور هو مؤسسة غير ربحية مقرها واشنطن تعنى برصد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ، وتقييمها على مختلف المستويات ، وقد تأسس عام 1957، ويهدف إلى تعزيز ما يطلق عليه " الأمن المستدام " من خلال بحوث غير حكومية ومؤسسات مستقلة ، ويعتبر تقريره مؤشرا مهما تستفيد منه الدول ، في بحثها عن التنمية أو في سبل الخروج من الأزمات .
واللافت في التقرير أن أربع دول عربية فقط وضعها التقرير في خانة " مستقرة " وهي كل من : الإمارات وقطر والكويت وعمان ، في حين دخلت دول في خانة " الفشل " فعلا ، وهي كل من أفريقيا الوسطى وجنوب السودان والسودان والصومال ، ووقفت دول عربية على الحافة ، بينما حازت فنلندا على مرتبة أعلى الدول في العالم استقرارا .
وبالنسبة للأردن ، فإن بقاءه أصلا خارج تصنيف الفشل فعليا يعتبر معجزة ، نظرا لوضعه الإقتصادي الصعب ، وأعداد اللاجئين الذين يتوافدون يوميا عبر حدوده وتحمله أعباءهم ، وشح موارده ، ومحيطه الملتهب ، ومديونيته ، إلا أن المفيد هو إن هذا التقرير الذي تعتمده حكومات عظمى ، أو بالأحرى تستأنس به بعد تقاريرها الخاصة ، هو بمثابة جرس إنذار يوجب على الأردنيين جميعا اليقظة ، والعمل الدؤوب، لكي نخرج من دائرة الهشاشة إلى دائرة " مستقر " ، وليس هذا مستحيلا على شعب ودولة تعرف كيف تدير ملفاتها ، ويكفيها فخرا أنها الأكثر أمنا من بين دول الإقليم الذي يعاني ما يعانيه من ويلات وحروب وصعاب ، رغم قلة الإمكانيات وضعف الموارد .
علينا أن نقرأ هذا التقرير بحكمة وأن نعاينه بعقل لا بعصبية ، ونؤكد هنا أنه ليس تنزيلا مقدسا لا يمكن مناقشته ، ولكن يجب أن ننتبه ونعتبره جرس إنذار خطيرا ، خاصة وأن تصنيف الأردن في التقرير الفائت كان أفضل ، ونحن ، قادرون بعون الله على تخطي هذا التصنيف ، بغض النظر عن دقته أو صحته ، فأهل مكة أدرى بشعابها .
د. فطين البداد