عبد المنعم الحوراني
نترحم على الشهيد عبد المنعم الحوراني طالب جامعة اليرموك الذي قتلته قذيفة أطلقت من سوريا قبل أيام وأصابت آخرين بعد أن سقطت الخميس وسط الحي التجاري في مدينة الرمثا الحدودية ، شمال الأردن .
الحكومة ممثلة برئيسها الدكتور عبد الله النسور ، ووزراء حكومته ، وأعيان ونواب وممثلون عن القوات المسلحة ومؤسسات المجتمع المدني ومختلف شرائح المجتمع شاركوا واجب تقديم العزاء لعائلة الشهيد ، في صورة حميمية تبعث برسالة مهمة : أن الأردنيين في السراء والضراء ، كانوا ولا زالوا على قلب رجل واحد ، وأن هذا المصاب الجلل عم كل بيت في المملكة .
سوريا - البلد - باتت ركاما وأثرا بعد عين ، بسبب نظام أوغل في دماء شعبه ، وأبى إلا أن يكون سفاحا مجرما قاتلا ، وسوريا - الإنسان - باتت كسيرة ، حزينة ، تودع كل يوم قوافل مشردي ولاجئي وشهداء البر والبحر عبر قارات العالم .
قدر الأردن أن يعيش وسط محيط ملتهب ، تنزف فيه الدماء ، وتحترق فيه الأحشاء ، وتتناثر الأشلاء ، ولئن كانت القذائف القادمة من خلف الحدود تصيبنا - بحكم موقعنا - مرة ، وتخطئنا مرة ، فإن الثابت في هذه الحرب الضروس التي دخلت عامها الخامس أنها على تماس مع الأردنيين أمنيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا ، وأن تداعيات كل ذلك لن يتوقف طالما أن الحرب في هذا البلد لم تضع أوزارها .
أتقدم شخصيا بأحر التعازي لذوي الشهيد وعشيرته الكريمة ، وأسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ، وأن يمن بالشفاء على الأخوة المصابين ، إنه سميح مجيب .
د. فطين البداد