وقف دعم السوريين في الأردن
قال برنامج الأغذية العالمي قبل أيام إنه سيوقف كل المساعدات المقدمة للاجئين السوريين خارج المخيمات ، مما يعني بأن البرنامج المذكور سيحرم مئات آلاف الأشخاص من " بعض " الغذاء .
وإذا أردنا أن نكون منصفين ، فإن كل الحديث الذي يقال عن تقديم تبرعات ومبالغ بالمليارات إلى السوريين عبر مؤتمرات أقيمت لهذه الغاية ليس له محل من الإعراب على أرض الواقع ، وقبل حوالي العام ، فوجئ سوريون يقيمون في الأردن بخبر وقف مساعداتهم الشهرية ، وذلك عبر رسائل نصية وصلتهم فجأة ، وبدون سابق إنذار .
وقبل إعلان البرنامج المذكور نيته وقف المساعدات عن اللاجئين السوريين في الأردن قبل حلول آب القادم ، أعلنت وكالة الغوث تخفيض مساعداتها للاجئين الفلسطينيين في الأردن ، وهي ذات القصة التي تتكرر كل عام تقريبا ، والدواعي هي نفسها : لا أموال لدينا.
إذا كانت الدول الداعمة ، وأغلبها دول كبرى ، تتخلف عن سداد المبالغ التي تعهدت هي رسميا بتقديمها للاجئين السوريين ، وتركت هؤلاء في مهب الريح ، فإن الحقيقة تقول أيضا : إننا لم نلمس حراكا جديا بهذا الصدد ، لكون هذه القضية تمس الأردن على مختلف الصعد .
وكما شهدنا تحركا أردنيا بخصوص وكالة الغوث ووقف المساعدات عن الفلسطينيين ، فإنه من المطلوب أن يتحرك الأردن بقوة ، ويذكر العالم أن هناك ما يقرب من 440 ألف مواطن سوري يعيشون في الأردن خارج المخيمات ، وإن هذه القضية لا تقبل المساومة ولا التأخير .
وإذا ما عرفنا أن المبالغ التي تصرف لهؤلاء لا تتعدى الثلاثين دولارا شهريا وتم تخفيضها إلى النصف في بعض البلدان مثل لبنان ، فإننا نتبين حجم المأساة التي يعانيها الأخوة السوريون في الغربة ، وحجم المسخرة التي تصاغ بها قرارات دول كبرى تتبجح في المؤتمرات وعبر الفضائيات بأنها تدعم السوريين وتدعم البلدان التي تستضيفهم ، مع أن الحقيقة تقول : إنه لولا المساعدات التي تقدمها دول خليجية لتوقف البرنامج منذ سنوات .
من حق الأردن أن يتحرك بهذا الإتجاه ، ومن حق السوريين أن يتلقوا الدعم والإسناد من الدول الشقيقة والصديقة ، فالشعب السوري شعب عظيم ، أجبرته مجازر نظام الأسد على اللجوء ، كما أجبرت الدول الإستعمارية من قبل الفلسطينيين على ترك بلادهم وديارهم وأموالهم والعيش في المخيمات والشتات .
د. فطين البداد