الأردن الأول عربيا والثالث عالميا في التدخين
لقد كانت معلومة صادمة ، تلك التي توقف عندها متابعو برنامج الواقع العربي الذي بثته قناة الجزيرة قبل أيام ، والذي تمحورت حلقته الأخيرة عن التدخين .
فلقد أسهب البرنامج في سرد وقائع ومعلومات غائبة عن المشاهدين ، كلها تتعلق بنسب مئوية عن حقيقة التدخين وأضراره في الأردن والوطن العربي والعالم .
فلقد تبين وفق إحصائية علمية صادرة عن جهات دولية معتبرة : أن الأردن يحتل المرتبة الأولى عربيا في انتشار التدخين بين مواطنيه ، وليس هذا فقط ، بل إنه الثالث على مستوى العالم .
أما عربيا ، فإن الذي يلي الأردن بنسب قريبة هي كل من لبنان وسوريا والسعودية ، واحتلت نساء لبنان النسبة الأولى من بين النساء المدخنات في العالم .
وإذا ما توقفنا عند الأردن ، فإنه ووفق تقرير صدر مؤخرا عن منظمة الصحة العالمية ونشره موقع المدينة نيوز في حينه ، فإن 55 % من أطباء الأردن مدخنون ، وهذه هي مصيبة كبرى .
لا يصح أن أسهب في الحديث هنا عن أسباب احتلالنا النسبة الأولى عربيا والثالثة عالميا من بين متعاطي التدخين ،وأن أحلل الأسباب التي جعلت الأردنيين مولعين بالتدخين إلى هذه الدرجة ، لأن أي متحدث عن ذلك هو كالذي يحطب بليل ، ولكني أورد نسبا خطيرة تضمنها تقرير منظمة الصحة المذكور ، حيث تبين بأن الأطفال الأردنيين الذكور من ذوي الأعمار 13 - 15 مدخنون وبنسبة 32 % من إجمالي هذه الفئة ، وتبين أيضا بأن نسبة 16 % من بين هذه الفئة من الإناث مدخنات ، في حين أن 18 % من النساء الأردنيات ممن تزيد أعمارهن عن 25 عاما هن مدخنات ، وسجل الذكور المدخنون من هذه الفئة ما نسبته 48 % من الأردنيين ، وإذا قرأنا هذه الأرقام والنسب ندرك أننا في أزمة صحية وأزمة تربوية وثقافية واجتماعية واقتصادية ، بل إننا في أزمة على مستوى الوطن ، لما تعنيه هذه النسب والأرقام من خطر يشمل الجميع .
ها قد قرع الجرس ، فهل يسمعه أحد ؟ .
د. فطين البداد