إسرائيل بدأت ببناء مطار " تمناع " فماذا نحن فاعلون ؟
ما قلناه عبر مقالين سابقين استحال حقيقة ، حيث كشفت وزيرة النقل الأردنية لينا شبيب قبل أيام ، في تصريحات صحفية، أن الإسرائيليين بدأوا فعلا في إنشاء مطار " تمناع " - إيلات - ضاربين الإعتراض الأردني عرض الحائط .
شبيب كشفت أيضا : إن الحكومة توجهت بشكوى إلى منظمة الطيران المدني العالمية ، وأن هذه المنظمة ستعين خبيرا لدراسة الآثار السلبية التي سيحدثها تشغيل هذا المطار على الأردن وحركة الملاحة في المنطقة .
ولأن الأمر بدأ يأخذ طابع التحدي الوقح من قبل الإسرائيليين ، فإن الضجة التي تم إخمادها خلال نقاش هذا الموضوع في البرلمان ، والتهديد بسحب الثقة من وزير الخارجية والعدول عن الأمر في مسرحية مشهودة ، وغير ذلك من تصعيد ثبت أنه " فستق فاضي " ، آن لها - الضجة - أن تتحول إلى غضبة حكومية حقيقية ليس على مستوى منظمة الطيران المدني التي لا تملك أي أذرع تنفيذية بغض النظر عن نتيجة تقرير خبيرها العتيد ، بل على المستوى الأممي ، ذلك أن إنشاء المطار المذكور هو خرق فاضح لاتفاقية وادي عربة في عدة مواد وبنود كما سبق وقلنا ذات مقال .
والذي يجعلك لا " تقبض " كلام الوزيرة بجدية ، هو ما تؤكده الحيثيات ، إذ إن هذه المنظمة ، وكما قلنا ، لا تملك شيئا سوى إرسال خبراء ، وإذا كان وزير الخارجية السيد ناصر جودة سبق وطمأن الأردنيين بأن هذا المطار لن يكون بالإمكان تشغيله إلا بالتعاون مع الأردن لأسباب فنية ، فكيف شرعت إسرائيل ببنائه ؟ .
وتعلم السيدة شبيب ، أن خيارات الأردن مغلقة تماما ،ذلك أنه ليس بإمكان هيئة الطيران إيقاف المطار ، كما قلنا ، وأيضا فإنه ليس بالإمكان اللجوء إلى التحكيم الدولي ، بسبب أن مثل هذا التحكيم يتطلب موافقة الطرفين ، وإسرائيل لن تذهب إليه ، وإذا ذهبت فإن وضع الأردن سيكون صعبا على اعتبار أن قرار التحكيم ملزم ، وإذا حكم ضدنا يكون" الفاس قد دخل في الرأس " كما يقول المثل العربي الشهير .
إذا كان الأمر كذلك ، فإنه ليس من سبيل إلا التركيز على خرق وادي عربة ، وبكل جدية وحزم ، وإذا فعلنا ذلك ، تكن إسرائيل في المصيدة ، لأن إنفاذ المعاهدة من شأن ضامنيها وهم الأمريكان ومن شأن المحافل الدولية السياسية .
كما سبق وقلنا : يجب أن ترد الحكومة بقوة ، لإفهام " أبناء العمومة " أن على ضفة النهر الشرقية بلدا لا يقبل الضيم ، وشعبا لا يسمح بالعدوان !.
د. فطين البداد