نواب الأردن : يا رايح كثر ملايح !

تم نشره الأحد 04 تشرين الأوّل / أكتوبر 2015 12:09 صباحاً
نواب الأردن : يا رايح كثر ملايح !
د. فطين البداد

كما هو معروف ، فإن اجتماع مجلس الأمة في دورته العادية المقبلة سيكون في الخامس عشر من تشرين ثاني " نوفمبر " المقبل ، وفي ذلك التاريخ وبعد الإفتتاح سينتخب مجلس النواب رئيسه الجديد وفقا للمادة 69 من الدستور ، حيث يجوز أن يعاد انتخابه ، أعني الرئيس المنتهية فترة ولايته ، لتبدأ - من ثم - جداول الأعمال ومشاريع القوانين وغيرها بعد ترتيب بيت البرلمان الداخلي .

لقد حدد الدستور الأردني عمر المجلس بأربع سنوات وحدد فترة الرئاسة بسنة شمسية كاملة ، في حين حدد الدورة العادية بستة شهور ، أي أننا أمام زمن كاف ليميز الناس الصالحين من الطالحين ، والفاعلين المتحمسين ممن هم خُشب مسندة تعجبك أجسامهم ومشاغباتهم وصراخهم تحت القبة ، بينما لا تتعدى إنجازاتهم الصفر المكعب .

ولكي لا " يزعل " مني نائب أو نائبة ( ربما أواجه باحتجاج على تأنيث المفردة ) فإنني سأتحدث بشكل عام ، وأزعم أن الرأي العام الأردني يكاد يكون فقد ثقته بأغلب نوابه ، ليس لأنه انتخبهم فخذلوه ، بل لأنه انتخبهم فانقلبوا عليه ، وتقفز إلى دائرة الحضور في الذهن مشاريع القوانين" الجدلية " التي باتت قوانين نافذة بعد أن أقرها المجلس العتيد ، مع أن بعضها يحتاج نصف أو ربع دورة على الأقل من النقاش لأهميتها ، ولكن بعضها تم سلقه بدون قراءات ونقاشات وافية ، بل وبعضها بدون نصاب ، وإذا استعرضنا تلاوة أمين عام المجلس للمواد والفقرات المراد التصويت عليها وكلمة " موافقة " التي يرد بها النواب على سؤال الرئاسة لرأينا العجب العجاب في كيفية التصويت على مشاريع القوانين ، ومن أجل ذلك فإنه لا يعتد بالتقارير التي تصدر نهاية كل دورة متضمنة " حجم " القوانين التي أقرها المجلس ، وحجوم نشاطات النواب من بيانات ومذكرات ومؤتمرات صحفية وتصريحات وغيرها ، طالما أنه لم يؤرشف كيف أقرت ، وبأية سرعة ، ولا انعكاسات هذه القوانين على العامة سلبية كانت أم إيجابية .

كما وإن النواب الحاليين ( لا أتحدث عن الجميع ) هم أنفسهم من ترصدهم الأمانة العامة ،في تقرير يوزع نهاية كل جلسة على وسائل الإعلام ، يحدد أسماء المتغيبين والحاضرين ، في ظاهرة باتت تتكرر عبرتصرف لا يرسخ لدى الناس والقواعد أي انطباع عن احترام النواب للمواطنين ، أو أنهم " قابضينهم جد " كما يقول المثل ، وإلا ، فهل يعقل أن يغيب عن جلسة واحدة 75 نائبا ونائبة ، في ظاهرة باتت تتكرر ، دون أن يحفل هؤلاء المتغيبون بأن أسماءهم تنشر في وسائل الإعلام وعلى رؤوس الأشهاد .

إن على النواب المحترمين ، وإذا أرادوا أن يخرجوا منها سالمين غانمين ، فما عليهم إلا " تجليس " انفسهم ، فالأمر لا يحتاج مطرقة ولا فرنا حراريا ، بل جلوس لدقائق مع الضمير ، واعتبار الرواتب التي يتقاضونها نتاج تعب وجهد وأمانة حافظوا عليها ، وليس نتاج " حق مكتسب " أو " وجاهة فارغة " سرعان ما تتلاشى وتنتهي ( أكرر أنني أتحدث عن البعض ) .

من أجل هذا ، وغيره الكثير مما لا يتسع المجال لذكره ، يسأل الأردنيون : هل النواب المتغيبون والعاطلون عن العمل هم من سيحددون مصير أهم مشروع قانون سيناقشونه في الدورة العادية القادمة ، وهو قانون الإنتخاب ، أم أن كثيرا من النواب الحاليين " زعلانين " على وفاة الصوت الواحد الذي أتى بهم إلى البرلمان .

إن على النواب مهمة جسيمة ، هي إقرار مشروع قانون حلم به الشعب طويلا ، دون أن نغفل بأن كثيرا مما حواه هذا المشروع بحاجة لغربلة ونقاش مستفيض .

إن على النواب الأفاضل أن يعوا بأن التاريخ لا يرحم ، وإن حركاتهم وسكناتهم تحت القبة وخارجها محسوبة عليهم : فهناك إعلام يسجل ، وعيون ترصد ، ومن أجل أن الإنتخاب القادم سيكون على القوائم ، فإني أذكر النواب المحترمين بالمثل الأردني الشهير : " يا رايح كثر ملايح ".

د. فطين البداد

fateen@jbcgroup.tv 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات