آل الكرمي ( طولكرم )
المدينة نيوز- آل الكرمي قدموا من اليمن إلى مصر مع جيش الصحابي الجليل عمرو بن العاص .
• الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب أقطعهم بلدة شنبارة الطنينات ، وما زال أقاربهم آل الدحارفيها إلى اليوم .
• جدُّ والد الشيخ سعيد الكرمي إرتحل من مصر إلى طولكرم بفلسطين ، ومنها أخذوا إسمهم " آل الكرمي " .
• جمال باشا السفاح يحكم بالإعدام على الشيخ سعيد الكرمي لمعارضته سياسة التتريك للعرب ،
**************
آل الكرمي ( طولكرم )
الشيخ سعيد الكرمي
شغل الشيخ سعيد بن علي بن منصور الكرمي منصب قاضي القضاة في حكومة الرئيس علي رضا الركابي المشكـَّـلة في 10/3/1922م ، وكان الشيخ سعيد الكرمي عند تشكيل الحكومة في دمشق فاستدعاه الرئيس الركابي ليكون وزيرا في حكومته جريا على سياسة إمارة شرقي الأردن الناشئة في الاستعانة بذوي الخبرة ليشاركوا في حكوماتها ، وشغل نفس المنصب في حكومة الرئيس مظهر رسلان المشكـَّـلة في 28/1/1923م ، ثمَّ في حكومة الرئيس حسن خالد أبو الهدى الصيَّـادي المشكـَّـلة في 5/9/1923م ، ثمَّ في حكومة الرئيس علي رضا الركابي المشكـَّـلة في 3/5/1924م .
وكان الشيخ سعيد الكرمي من رجالات الحركة الوطنية العربية الذين تصدوا لسيطرة رجالات حزب الاتحاد والترقـِّي في تركيا على مقاليد الأمور في الدولة العثمانية ، وكان هذا الحزب على ارتباط وثيق بالصهيونية العالمية وبالمحافل الماسونية ، ولذلك لم يكن غريبا أن يتعرَّض الشيخ سعيد الكرمي لبطش السفاح جمال باشا قائد الجيوش التركية في بلاد الشام الذي كان من زعماء حزب الاتحاد والترقـِّي الماسوني ، وكان نصيب الشيخ سعيد الكرمي من سياسة جمال السفاح القمعية تجاه رجالات الحركة الوطنية العربية حكما بالإعدام ، ولكن جمال باشا السفاح استجاب لنصائح مشاورية بتخفيف الحكم إلى المؤبد بعد أن أقنعوه بأن إعدام الشيخ سعيد ، وهو من أبرز علماء المسلمين وهو في سن متقدمة ، سيزيد من نقمة العرب والمسلمين ضد حكم حزب الاتحاد و الترقـِّي ، ولما خرجت الجيوش التركية من بلاد الشام خرج الشيخ الكرمي من سجنه ليساهم في تأسيس الحكومة العربية الفيصلية بزعامة الملك فيصل بن الحسين في دمشق .
وبعدما تغلبت قوة المستعمرين الفرنسيين الغاشمة ونجحت في هدم الحكومة العربية الفيصلية في دمشق ، عاد الشيخ الكرمي إلى فلسطين ، ليشغل منصب القضاء والإفتاء قبل أن تنتدبه حكومة فلسطين التي شكلها المندوب السامي البريطاني ليصبح عضوا في أكثر من حكومة في إمارة شرقي الأردن .
وعندما تصاعدت حدة المواجهة العربية للمخططات الصهيونية المدعومة من الإنجليز لتأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين كان الشيخ سعيد الكرمي من السابقين في العمل الوطني والسياسي ، فكان عضوا مؤسسا في حزب الدفاع الوطني في فلسطين الذي أعلن عن تشكيله رسميا بزعامة راغب النشاشيبي في 2/12/1934م في اجتماع حاشد في سينما أبولو في يافا عروس الشاطئ الفلسطيني الأسيرة .
وعندما اتخذت حكومة مظهر رسلان المشكـَّـلة في 28/1/1923 م قراراً بتشكيل أول مجمع علمي في تاريخ الدولة الأردنية في 17/7/1923 م بناءا ً على رغبة شخصية من الأمير المؤسِّـس عبد الله الأول بن الحسين اختارت الحكومة الشيخ سعيد بن علي بن منصور الكرمي الذي كان يشغل منصب قاضي القضاة في الحكومة ليكون رئيسا للمجمع ، وجاء في قرار تشكيل المجمع أن الحكومة قررت تشكيل المجمع العلمي الأردني بهدف إحياء الآثار القومية ورفع منارة المعارف العربية ، وكان الشيخ سعيد الكرمي قد شغل منصب نائب رئيس المجمع العلمي السوري في دمشق قبل ذلك ، وضمَّ المجمع أعضاءا ً من كافة البلدان العربية ليكون ذلك عاملا قويا من عوامل إحكام صلة التعارف العلمي والقومي بين الناطقين بالضاد كما ورد في قرار تأسيس المجمع ، وضمَّ المجمع الفيلسوف التركي رضا توفيق ( وزير في إحدى الحكومات الأردنية ) والعلامة الشيخ مصطفى الغلاييني والأستاذ رشيد بقدونس والأستاذ محمد الشريقي( وزير في إحدى الحكومات الأردنية ) ، وانتخب الأعضاء العاملون في المجمع عدداً من الشخصيات العربية أعضاء شرف في المجمع هم الدكتور أحمد زكي باشا والشيخ أحمد عبَّاس والأستاذ محمد كرد علي والأب أنستاس الكرملي والأديب اسعاف النشاشيبي ، وترادف قرار تأسيس المجمع مع قرار آخر باصدار مجلة للمجمع تحمل اسم "مجلة المجمع العربي في الشرق" .
نسب آل الكرمي
تقول رواية أوردها المؤرِّخ مصطفى مراد الدبَّـاغ في كتابه الموسوعي ( بلادنا فلسطين ) إن آل الكرمي يعودون بجذورهم إلى عرب اليمن الذين قدموا مع الصحابي الجليل عمرو بن العاص لفتح مصر ، وأقطعهم بعد أن استقر الأمر للمسلمين في مصر بلدة " شنباره الطنينات " في المنطقة الشرقية من مصر ، وما زال في البلدة عائلة كبيرة إسمها " آل بيت الدحار " ومن هذه العائلة ارتحل إلى فلسطين جدُّ والد الشيخ سعيد الكرمي ، واستقر في مدينة طولكرم التي أخذت منها العائلة لقبها الذي تعرف به " آل الكرمي " .
ويذكر كتاب ( قاموس العشائر في الأردن وفلسطين ) لمؤلفه الباحث حنا عمَّاري أن عائلتين أخريين في فلسطين تحملان إسم الكرمي ، إحداهما في الفالوجة ، والأخرى في نابلس وقد قدموا إليها من بلدة كرمة القريبة من الخليل ، ولكن عمَّـاري لم يتطرَّق إلى أصولهما وما إن كانت لهما أو لأحدهما علاقة قرابة بآل الكرمي في طولكرم .
وقد ورد في كتاب ( الأعلام ) للزركلي ( جزء 7 ص 131 ) في معرض الكلام عن الأستاذ أحمد شاكر بأن والده الشيخ سعيد الكرمي كتب يقول : " أصلنا من عرب اليمن الذين جاؤوا لفتح مصر مع عمرو بن العاص رضي الله عنه ، ولما فتحت مصر وقسمت أرضها على الفاتحين بأمر الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج سهمهم في إقليم الشرقية الذي سكنه عدة قبائل لم يزالوا معروفين ، والبلدة التي سكنها أهلنا "شنبارة" بفتح الشين وسكون النون، وبما أنه يوجد هناك قريتان بهذا الاسم فتميَّـزت قريتنا باسم شنبارة الطنينات ، ولم يزل أقاربنا فيها للآن وهم سادتها ويعرفون ببيت الدحار، وأول من جاء منهم لبلاد فلسطين جدُّ والدي الذي نزح كما نزح غيره من أهالي قرى مصر لأسباب اختلفوا فيها فمن قائل إن نقص النيل عن إرواء الأراضي هو السبب ، ومن قائل إن التكاليف التي طلبها منهم محمد علي جد العائلة الخديوية هي التي ألجأتهم للهجرة " .
ويذكر كتاب ( معجم العشائر الفلسطينية ) لمؤلفه الباحث محمد محمد حسن شرَّاب أن عائلة آل الكرمي بدأت بالشيخ سعيد بن علي بن منصور الكرمي ( 1852م – 1935م ) المولود في مدينة طولكرم بفلسطين ، وتخرَّج من الأزهر ، وعمل في التعليم والإفتاء ، وشارك في الحركة الوطنية العربية الفلسطينية فلحقه ما لحق رجالات الحركة من سجن وتشريد ، فسُـجن في سجن بلدة عالية بلبنان في العهد العثماني في الحقبة التي كانت عصابة حزب الاتحاد والترقـِّي الماسونية تسيطر على مقاليد الأمور في الدولة العثمانية وتمارس سياسة تتريك العرب بالقوة ، وكان الشيخ سعيد الكرمي من رجالات الحكومة العربية التي أقامها الوطنيون العرب في دمشق بزعامة الملك فيصل بن الحسين ، وكان من مؤسِّسي المجمع العلمي العربي في دمشق ، ويذكر الباحث شرَّاب أن عائلة الكرمي أخذت اسمها من مدينة طولكرم ، ويطري شراب عائلة الكرمي وبشير إلى أن رجالات العائلة الذين اشتهروا بالعلم " نظموا عقدا فريدا زانوا به جيد اللغة والأدب والشعر والبحث الأدبي " ، ويورد شرَّاب أسماء عدد من رجالات آل الكرمي الذين تركوا بصماتهم العلمية والأدبية والشعرية ومنهم أنجال الشيخ سعيد الكرمي الأستاذ احمد شاكر سعيد الكرمي الذي كان ناقدا أدبيا من الطراز الأول ، والعلامة حسن سعيد الكرمي وهو الإعلامي الشهير صاحب برنامج " قول على قول " الذي كان يقدمه من إذاعة لندن على مدى سنوات طويلة ، والشاعر المعروف عبد الكريم سعيد الكرمي ( أبو سلمى )الذي اشتهر بشعره الوطني المنافح عن القضية الفلسطينية ، والشيخ محمود سعيد الكرمي خريج الأزهر الشريف .
وأشير إلى أن الإعلامي البارز الأستاذ زهير محمود الكرمي هو حفيد الشيخ سعيد الكرمي ، وكان من أبرز مقدمي البرامج العلمية في الإذاعات ومحطات التلفزة العربية .
وكتب الشاعر عبد الكريم سعيد الكرمي ( أبو سلمى ) مقالة تحدث فيها عن شقيقه أحمد شاكر سعيد الكرمي أعاد موقع ( فلسطين الآن ) الإلكتروني نشرها في 20/302007 م أنقلها بتصرف كما يلي : " أحمد شاكر بن سعيد بن علي بن منصور الكرمي ولد في طولكرم مركز قضاء بني صعب في فلسطين سنة 1894 كما هو مذكور في سجل الأحوال المدنية بدمشق قنوات تعديل 205 ، درس علومه الأولية في مدارس طولكرم ثم ذهب لطلب العلم في الجامع الأزهر هو وأخوه محمود وانتسب برواق الشوام بتاريخ 11 شوال سنة 1331هجرية واستمر إلى 9 رجب سنة 1336 ، وعندما نشبت الحرب العالمية الأولى وقطعت الأسباب بين طولكرم والقاهرة ذهب أحمد شاكر إلى الحجاز ليعمل محررا في جريدة القبلة التي كانت تصدر في مكة ، وفي ذلك يقول الأستاذ محب الدين الخطيب في مجلة الزهراء الجزء الثالث من مجلد 1927: " لما اقتضت الحال أن أعود من القاهرة إلى مكة في رجب سنة 1336هـ الموافق 1917م لاستئناف العمل في جريدة القبلة اشترطت أن أصحب معي من يكون عوناً لي على ذلك ، وأن يكون اختياره إلي ، وكان ذلك أول عهدي بأحمد شاكر الكرمي الفتى الطاهر القلب المتوقد الذكاء المستعد للخير الواقف مواهبه - عن طيب خاطر- للنهوض بأمته إلى المنزلة التي يجب أن تبلغها ، وقد صحبته في البر والبحر وسلخنا معاً من الصباح إلى الليل سنة كاملة أو أكثر من سنة ، وكنا نتفق في الرأي كثيراً ونختلف فكنت في كل ما بلوته من أحواله ازداد إعجابا بمتانة أخلاقه وطهارة نفسه " ، ورجع أحمد شاكر إلى القاهرة وعمل محررا في جريدة الكوكب الأسبوعية التي كانت تصدر في مصر، والتي كان يحررها محمد القلقيلي، وانكب على دراسة اللغة الإنكليزية مدة طويلة حتى أتقنها ، ثم عاد إلى طولكرم ومكث مدة يسيرة فيها ثم ذهب إلى دمشق حيث كان والده الشيخ سعيد الكرمي نائباً لرئيس المجمع العلمي هناك .
وأصدرأحمد شاكر كتاب ( الكرميات ـ القسم الأول ) وهو مجموعة مقالات وقصص في موضوعات شتى طبع بمصر في آذار 1921م ، كما أصدر معرباً عن الإنكليزية قصة مي أو الخريف والربيع للشاعر الإنكليزي جيوفري شوسرو طبع بدمشق في أيلول 1922، كما أصدر رواية خالد للروائي الأمريكي ماريون كروفورد طبعت بدمشق 1923.
وكان أحمد شاكر مؤسسا في الرابطة الأدبية في دمشق في أوائل العشرينيات من القرن العشرين المنصرم ، وكان عضوا في لجنة إنشاء مجلة الرابطة الأدبية ثم أصبح عضواً في لجنتي النقد والترجمة في الجمعية ، ثم صدرت مجلة الفيحاء الأسبوعية المصورة بدمشق 1923 فكان أحمد شاكر محررها وأخذ يكتب في مجلة العروس الدمشقية الشهرية لصاحبتها الآنسة ماري عجمي وفي الصحف والمجلات المصرية واللبنانية وبقي كذلك حتى أصدر جريدة الميزان الأدبية الأسبوعية واستقلَّ بها وقد عاشت سنتين 1925-1926م ، وتوفي في عام 1927م .
************
لتصويباتكم.. وتعقيباتكم.. وإضافاتكم..
تلفاكس 4206999
البريد الإلكتروني Ziad_1937@yahoo.com
ص ب 927666 الرمز البريدي 11190
*****************
تحذير : ( لا يُسمح بإعادة نشر حلقات هذه الدراسة أو أي جزء منها أو تخزينها في نطاق إستعادة المعلومات أو نقلها بأي شكل من الأشكال دون إذن خطـِّـي ٍ مسبق ٍ من معدِّ الدراسة )
**************
تنويه ... ورجاء
• أما التنويه: فإن هذه الدراسة التي استغرقني تحضيرها عدَّة سنواتٍ هي حصيلة جهد فردي غير معصوم عن الخطأ أو النسيان ...
• وأما الرجاء: فأرجو من كل من يجد في هذه الدراسة خطأً أو نقصاً في معلومة أن يعذرني وأن يتلطَّف بتصويب الخطأ أو بإكمال المعلومة الناقصة، أو بإضافة معلومة جديدة .