رسالة همام سعيد لقواعد إخوان الأردن
وصل الأمر بمراقب عام الاخوان في الاردن أن يرسل رسالة مفتوحة لقواعد الاخوان وقادتهم ، وعندما تصل الخلافات الداخلية إلى هذا المستوى ، فإن الأمر يصبح خطيرا على الجماعة التي يناهز عمرها سبعين عاما .
قلنا - ذات مقال - : إن جماعة الاخوان المسلمين في الأردن مقبلة على الإنهيار ، ذلك أن قيادات تاريخية في الجماعة انقلبت عليها بعد أن اكتشفت - ولو متأخرة - أن أدبياتها ومبادءها جامدة وغير معاصرة وتحاكي تاريخا جديبا لا اخضرار فيه ، رغم شعار الجماعة الأخضر ، وأحلامها الوردية الوهمية التي لم تحقق منها شيئا حتى الآن .
قبل أيام ، أعلن أعضاء في حزب الجبهة استقالاتهم من الحزب ، ومن المرجح أن ينفرط عقد الحزب إذا لم تحسن الجماعة قراءة متطلبات الإصلاح ، وضرورات التحديث التي من أبرزها بالنسبة للجبهة - ذراع الاخوان السياسي - أن لا تهيمن الجماعة على قيادة الحزب ، كما هو حاصل الآن ، وغير ذلك من مطالب إصلاحية حتمية .
لأول مرة يظهر مراقب عام لجماعة الإخوان في الأردن بهذا المستوى من الضعف والوهن ، فها هو الشيخ همام سعيد يخاطب قيادات الجماعة وقواعدها في الرسالة المنشورة عبر وسائل الإعلام قائلا : " حزب جبهة العمل الإسلامي مؤسسة وطنية مستقلة لا سلطان للجماعة على خياراتها القيادية، وليس لنا عليها إلا النصيحة والرغبة والرجاء بأن يفتح الحزب أبوابه لمشاركة الجميع، بعد تعديل لائحة العلاقة بين الحزب والجماعة وإقرارها من مجلس الشورى، بشأن استقلال الحزب في اختيار قياداته " ، مؤكدا " إن إنشاء حزب آخر أمر مرفوض على الإطلاق، وهو مخالف لأنظمة الجماعة ما لم يصدر في ذلك تشريع خاص " .
ولنقرأ هنا مقدار ما وصلت إليه جماعة الإخوان من ضعف ، حيث يقول مراقبها العام : " أطالب جميع الإخوة والأخوات بحقي عليهم وبموجب البيعة التي في أعناقهم أن يتوقفوا عن جميع اللقاءات ولا سيّما المتعلقة منها بإنشاء حزب سياسي او أي تشكيل آخر خارج أُطر الجماعة، وأستثني من ذلك لقاءات المجالس الشّورية فيما بينها " .
وأيضا : " أطالب جميع الإخوة والأخوات أن يتوقفوا عن التراشق بالتهم والخوض في أمور الجماعة التنظيمية في جميع وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة، وأن يتقوا الله في دعوتهم " .
لقد ذبلت شجرة الإخوان المسلمين، بعد عقود من الإخضرار والقوة ، وليس ذلك إلا بسبب المركزية والجمود الذهني وعدم قراءة الواقع ، وتطوير الأدوات وتحديث السياسات وابتكار الرؤى ، وهذا هو مصير كل حزب أو جماعة يمضي الزمان والعصر والأوان ، بينما هي واقفة في مكانها تحلم بخاتم سليمان وبساط الريح .
د. فطين البداد