جدار إسرائيلي على الحدود مع الأردن .. لماذا ؟
انتشر خبر بدء إسرائيل ببناء جدار عازل على الحدود مع الأردن انتشار النار في الهشيم ، ولكن دون أن يخرج على الأردنيين محلل أو استراتيجي أو مراقب يقول لهم ماذا يعني بناء هذا الجدار ، اللهم سوى تصريح حكومي مقتضب أن بناء الجدار خارج الحدود شأن إسرائيلي .
يذكرنا التصريح الرسمي المذكور ، بتلك التصريحات التي قيلت إبان بدء إسرائيل ببناء مطار تمناع في العقبة ، حيث وقفنا عاجزين عن مواجهة بناء مثل هذا المطار ، بل ذهب وزير الخارجية السيد ناصر جودة إلى ما هو أعقد من ذلك حينما أكد - حينها - بأن الوسيلة الوحيدة لوقف البناء هي " التحكيم الدولي " لنفاجأ بأن التحكيم يتطلب أولا موافقة الطرفين .
ولمزيد من الإضاءة على هذا الجدار ، فإنه جدار اعتمدته حكومة نتنياهو قبل شهور ، وهدفه " المعلن " كما نشر موقع جي بي سي نيوز في حينه نقلا عن الصحافة الإسرائيلية: " يجيء على خلفية زيادة التهديدات من قبل المتطرفين ، والخوف من أن يتدفق آلاف اللاجئين السوريين والعراقيين على الحدود الإسرائيلية في محاولة للدخول إلى إسرائيل " ، في تبرير مكشوف ومفضوح لحقيقة أن إسرائيل تكرس احتلالها لفلسطين وتعتمد خطوات على الأرض سواء بالمستوطنات أو الجدران " بذرائع واهية ، ولمنع إقامة دولة فلسطينية ، الأمر الذي يضر بمصالح الأردن العليا وبالأمن القومي الأردني ( نتحدث عن أي بناء في الضفة ).
القرار اتخذه نتيناهو نهاية حزيران من العام 2015 ، ويتعلق الجزء الأول منه بطول 30 كيلو مترا بين إيلات ومطار تمناع سيئ الذكر .
صحيح أن هذا الجدار اعتمد لما تزعمه إسرائيل انه " حماية لحدودها الشرقية " إلا أننا لا يجب أن ننسى أن الحدود مع دولة الكيان تمتد لمئات الكيلومترات ، ومن أجل ذلك ، أود تذكير القراء الأعزاء بأن هذا الكيان سبق وبنى جدارا في الجانب الفلسطيني في منطقة البحر الميت حتى التقاء الحدود السورية الأردنية ، وتقوم إسرائيل بين الفينة والأخرى بإعادة ترميمه ، ولم يذكر أحد شيئا عن هذا الجدار .
الجدار الذي بدئ بإقامته في وادي عربة ، سيحل محل سياج أمني في المنطقة ،وسيكون معززا لحاجز أمني طبيعي بطول 15 كيلو مترا أقيم سابقا في إيلات بمواجهة الحدود الأردنية ، والمريب في الأمر ، أن إسرائيل ستقيم لهذه المنطقة كتائب عسكرية خاصة ، وأسمت أحدها " تمر " لحماية منطقة وادي عربة بشكل ثابت ومستمر . وهي بذلك تحاكي كتيبة" كركلة "التي أنشئت لحماية الحدود على الجدار الإسرائيلي الذي اقيم مع مصر .
وما لا يجوز غيابه عن ذاكرة العرب أن إسرائيل هي كيان بلا حدود ،وأن أي بناء جديد ضمن حدود الكيان هو بمثابة زرع حقائق جديدة على الأرض له أهداف استراتيجية بعيدة المدى ، وليس مجرد تحوط لمنع متطرفين من التسلل لإسرائيل ،كما يزعم الكيان .
أتساءل : هل أخبرت إسرائيل الأردن أنها ستنشئ جدارا على الحدود ؟.
أليس هذا من استحقاقات معاهدة وادي عربة التي توجب إخبار الطرف الآخر بأي نشاطات وإنشاءات على الحدود ، ألم يمنعنا الأسرائيليون بحجج واهية في وقت سابق من إقامة مطار في الغور لتصدير الخضار .
فقط أتساءل .
د. فطين البداد
