التمثيل العشائري والعائلي
المدينة نيوز - في الحكومات الأردنية إعداد : زياد أبو غنيمة
*********
وزراء عشيرة أبو العون
عائلة أبو الهدى التاجي الفاروقي
• توفيق أبو الهدى كان من أنظف الرؤساء يداً، ومن أشدِّهم عداءاً للصحافة والصحفيين .
• آل أبو الهدى التاجي الفاروقي وآل الخيري الفاروقي يلتقون في جَدِّهم المؤسس شمس الدين أبو العون .
• رواية : آل أبو الهدى الفاروقي وآل الخيري الفاروقي ( الرملة / يافا ) ينحدرون من نسل الخليفة الفاروق عمر بن الخطـَّـاب رضي الله عنه .
• رواية : آل أبو الهدى وآل الجوهري وآل الخماش ( نابلس ) ينحدرون من قبيلة بني الجراح التي ينتسب إليها أمين الأُمة أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه .
توفيق أبو الهدى التاجي الفاروقي
يبرزُ الرئيس توفيق أبو الهدى التاجي الفاروقي الذي وُلد في مدينة عكا في عام 1895 م كما يشير المؤرِّخ سليمان الموسى في كتابه الوثائقي ( أعلام من الأردن – توفيق أبو الهدى , سعيد المفتي – دراسة في السياسة الأردنية ) كصاحب الرقم القياسي في إشغال منصب رئيس الوزراء في الحكومات الأردنية , فقد شكـَّـل برئاسته اثنتي عشرة حكومة في عهد ثلاثة ملوك هم الملك المؤسِّـس عبدالله الأول بن الحسين والملك الراحل طلال بن عبدالله والملك الراحل الحسين بن طلال , وكان أولها في 28/9/1938م في عهد الإمارة , وآخرها في 24/10/1954م - في عهد المملكة , كما شغل المنصب الوزاري في حكومة الرئيس حسن خالد أبو الهدى الصيّادي المشكـَّـلة في 26/6/1926م بموجب تعديلٍ جرى عليها في 11/9/1928م ليدخلها مديراً لتسجيل الأراضي , ثمَّ ليصبح سكرتيراً عاماً للحكومة في تعديلٍ آخر جرى في 1/2/1929م , ثمَّ شغل نفس المنصب في حكومة الرئيس حسن خالد أبو الهدى المشكـَّـلة في 17/10/1929م , ثمَّ عاد فشغل نفس المنصب في حكومة الشيخ عبد الله سراج المشكـَّـلة في 22/2/1931م , ثمَّ شغل منصبَ وزير الخارجية في حكومة الرئيس إبراهيم هاشم المشكـَّـلة في 19/5/1945م , واستقال منها في 27/8/1945م , وبذلك يكون أول رئيس حكومة يشارك في حكومة أخرى كوزير .
وحين نعود إلى تواريخ الحكومات التي شكـَّـلها توفيق أبو الهدى نكتشفُ أنه كان الرجل الأهم في السلطة التنفيذية طيلة الفترة من 28/9/1938م وحتى 24/10/1954م فقد شكـَّـل حكوماته الاثنتي عشرة على النحو التالي ( 28/9/1938م ) ( 6/8/1939م ) ( 25/9/1940م ) (29/7/1941م ) ( 19/5/1943م ) ( 28/12/1947م ) ( 7/5/1949م ) (25/7/1951م) ( 8/9/1951م ) ( 30/9/1952م ) ( 4/5/1954م ) ( 24/10/1954م ) .
ويلتقي معظمُ الذين عايشوا الرئيس توفيق أبو الهدى التاجي الفاروقي بمن فيهم الذين كانوا يناصبونه العداء على أنه كان من أنظف من شغل رئاسة الحكومة يداً , فقد عُرف عنه حرصه الشديد على المال العام , كما عُرف عنه حرصه الشديد على النأي بنفسه عن مال الحكومة وهذا ما يُـفسِّر موته فقيراً ، ويلتقي معارضوه ومؤيدوه على أنه كان ينطلق في تعاونه مع الإنجليز وهم الذين كانوا يبسطون نفوذهم وسيطرتهم على الأردن بموجب صكِّ الإنتداب من قناعته بأنَّ تعاونه مع الإنجليز كانَ من أجلِ مصلحة الأردن وليس عن عمالةٍ للإنجليز أو خيانةٍ للأردن ، كما أنَّ الأمرَ الآخر الذي يتفق عليه معظم الذين عايشوه أنه كان بعيداً عن الأساليب الديمقراطية في تعامله مع الشعب , وخاصة مع المعارضين , وأنه كان لا يتورَّع عن استعمال الشدّة والعنف في مواجهة معارضيه , كما أنه لم يكن ليتورَّعَ عن التدخلِ في الانتخابات النيابية التي كانت تشرف عليها حكوماته لضمان فوز مؤيديه ولضمان إسقاط معارضيه ، ولعلَّ في هذه المقتطفات التي أنقلها من المقال الإفتتاحي لمجلة ( حول العالم ) الصادرة في 4/6/1955م تعليقاً على استقالة حكومة الرئيس توفيق أبو الهدى ما يصلحُ أن يكون شاهداً على مدى الرفض لسياسة اليدِّ الحديديِّةِ التي كان توفيق أبو الهدى يتعاملُ بها مع معارضيه ، يقولُ المقالُ الذي يُرجَّحُ أن يكون بقلم رئيس تحرير مجلة ( حول العالم ) المحامي صبحي زيد الكيلاني ونقيب الصحفيين في حينه : " وأخيراً استقالَ السيد توفيق أبو الهدى من الحكم وغادرَ منصبَ رئيس الوزراء , وسقط من يده السُّـوط الذي كان يلسع به جباه الشباب , ويُلهب به ظهورَ الجماهير , وباستقالته أو بمغادرته الحكمَ انتهى عهدُ آلام الشعب , وتعذيب الأحرار واضطهاد الصحافة " ، ويمضي المقالُ في فقرةٍ أخرى متحدثاً عن دور توفيق أبو الهدى في الأحداث الدامية التي أعقبت إحدى الانتخابات النيابية التي أشرفت عليها حكومته : " إن أشدَّ أعداء السيد توفيق أبو الهدى لم يكونوا يتوقَّعون منه أن يُصدرَ أمراً بإطلاق النار على جماهير الشعب في شوارع عمَّان حيث سقط عشراتٌ من التلاميذ والشُبَّان قتلى , وتهاوى عشرات من الرجال والنساء جرحى حتى أصبحت عمان وكأنَّها ساحة حربٍ وميدانٍ قتالٍ ، ثم يمضي المقالُ متحدثاً عن كراهية الرئيس توفيق أبو الهدى للصحافة فيقول : " إن أعدى أعداء السيد توفيق أبو الهدى هي الصحافة على اختلاف ألوانها , وخاصةً السياسية منها , وفي كلِّ مرةٍ يتولى الحكمَ فيها كان ينصرف همُّه أولاً وقبل كل شيء إلى إرهاب الصحفيين , وخنق حُرِّيَّاتهم , وشلِّ أقلامهم , ومنع نسمات الحرِّيَّة أن تدنو منهم , ويحاربُ كلَّ شيء اسمه حرية , حرية النقد في الصحف , وحرية الكلام في مجلس النواب , وحرية إبداء الرأي في المظاهرات والاجتماعات , وحرية الشعب في تشكيل الأحزاب " .
ولقد بلغت حِـدَّة المعارضة للرئيس توفيق أبو الهدى درجة من الجرأة دفعت بصحيفة ( الكفاح الإسلامي ) التي كان يُصدرها الإخوان المسلمون في الخمسينيات من القرن العشرين المنصرم لتطلق عليه إسم " أبو الضلال " بدلاً من أبو الهدى , وذلك في تعليقها على قرار حكومته بإغلاقِ خمسة صحفٍ حزبية هي صحيفة الرأي ( القوميون العرب ) وصحيفة الجبهة ( الشيوعيون ) وصحيفة الوطن (الشيوعيون ) وصحيفة اليقظة ( البعثيون ) وصحيفة العهد الجديد ( الشيوعيون ) , وقالت الكفاح الإسلامي في تعليقها في عددها الثالث الصادر في 26/8/1954م الذي صدر دون غلاف بعد أن صدرَ قرارٌ من أبي الهدى بإغلاق الصحيفة وسحب ترخيصها : " ما مرَّ بالبلاد حكمٌ كحكم الطاغية " أبي الضلال " , أو كما يسمُّونه زوراً وبهتاناً " أبو الهدى " , وما علمَ أنَّ إغلاقَ صحيفةٍ لن يُسكتَ أصحاب الفكر عن العمل لفكرتهم " .
ويذكرُ الأديبُ يعقوب العودات "البدوي المُلثَّم" في كتابه ( من أعلام الفكر والأدب في فلسطين ) أن الرئيس توفيق أبو الهدى التاجي الفاروقي كان في مطلع شبابه من ناشطي الحركة العربية الوطنية وكان من مؤسِّـسي " المنتدى الأدبي " الذي أسَّسه الشُبَّان العرب ُالذين كانوا يقيمون في الآستانة (استانبول) للدراسة أو للعمل في عام 1909م ليمارسوا من خلاله نشاطاتهم الفكرية والسياسية الهادفة إلى تحرير العرب من حكم حزب الاتحاد والترقــِّـي الماسوني الذي تسلط على الدولة العثمانية في أواخر سنواتها، ويروي العودات أن رئيس المنتدى عبد الكريم الخليل أخفى في غرفة أبو الهدى في نـُزل الطلبة الذي كان يقيم فيه وثائقَ ومراسلات المنتدى، وعندما ألقت حكومة حزب الاتحاد والترقــِّـي الماسونية القبضَ على عبد الكريم الخليل بعد أن اكتشفت نشاطات المنتدى الحقيقية قامت بحملةِ تفتيش في غرف جميع الطلاب العرب في استانبول ، وكان من بينها غرفة أبو الهدى الذي كان قد وضع الوثائق والمراسلات في حقيبة قديمة مهترئة ووضع فوقها بعض ملابسه التي تحتاج إلى الغسيل ، ولما دخلت الشرطة التركية الغرفة سألته عما بداخل الحقيبة فأخرج منها بعض ملابسه المتسخة فصدَّقوه وأكملوا تفتيش الغرفة ثم غادروها ، فبادر توفيق أبو الهدى إلى إحراق الوثائق والمراسلات في قبو العمارة بمساعدة جار أرمني وزوجته ، وعندما أراد الشيخ عبد الحميد الزهراوي وكان من زعماء الحركة العربية أن يطمئن على الوثائق أخبره أبو الهدى بإحراقه لها فاطمأنَّ الزهراوي وشكر أبو الهدى على حسن تصرُّفه الذي أنقذ عشرات من شبان الحركة العربية الوطنية من أعواد المشانق لو عثر الاتحاديون عليها.
ويلتبسُ الأمرُ على الكثيرين فيظنون وجود صلة قرابة بين الرئيس توفيق أبو الهدى التاجي الفاروقي وبين الرئيس حسن خالد أبو الهدى الصيَّادي الذي شغل منصب رئيس الحكومة المشكـَّـلة في 5/9/1923م , ثمَّ شغل منصب ناظر المالية ( وزير المالية ) في حكومة الرئيس علي رضا الركابي المشكـَّـلة في 3/5/1924م , كما شكـَّـل حكومته الثانية في 26/6/1926م , وشكـَّـل حكومته الثالثة في 17/10/1929م , والحقيقة أنه لا توجد أيَّة صلة قرابة بينهما , فالرئيس توفيق أبو الهدى ينتمي إلى عائلة التاجي الفاروفي وهي فرعٌ من فروع عشيرة " أبو العون " الرملاوية , بينما ينتمي الرئيس حسن خالد أبو الهدى إلى عائلة الصيَّادي السورية التي تتمركز في بلدة خان شيخون القريبة من حلب التي تقولُ رواية إنها عائلة تلتقي مع عائلة آل ياسين الصبَّاغ في دمشق وجرش وعمان وتعودُ بجذورها إلى جدِّها ياسين الهاشمي الرفاعي الحسيني الذي ارتحل من معرَّة النعمان إلى دمشق في عام ( 1034) هـ واستقرَّ فيها هو وذريته , وتقول رواية إن نسب ياسين الصيَّـادي يمتدُّ إلى بني هاشم من خلال الإمام إبراهيم مرتضى بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام زين العابد ين بن علي بن الإمام الشهيد الحسين السبط بن الخليفة الراشدي الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
كما يلتبسُ الأمرُ على الكثيرين حول العلاقة بين آل أبو الهدى في الرملة ويافا وبين آل أبو الهدى في نابلس ، وفي هذا الصدد يذكر المؤرِّخ مصطفى مراد الدبـَّاغ في الجزء الأول من القسم الأول من كتابه ( بلادنا فلسطين ) أن آل أبوالهدى التاجي الفاروقي وآل الخيري التاجي الفاروقي في الرملة ويافا ينحدرون من نسل الصحابي الجليل الخليفة الفاروق عمر بن الخطـَّـاب رضي الله عنه من خلال جدِّهم شمس الدين أبو العون الغزي القادري الشافعي المولود في في غزة والذي سكن جلجوليا فترة من الزمن وتوفي في الرملة في عام 910 هـ والذي بدوره ينحدر من نسل أبو اليُـمن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن العُـلـَـيْـمي الحنبلي أبو اليـُمن مجير الدين قاضي قضاة بيت المقدس الذي ينحدر من نسل القطب الصوفي الشيخ علي بن عليل ( عليم ) المدفون في قرية الحرم ( سيدنا علي ) الواقعة في شمال يافا ، والذي بدوره ينتسب إلى الصحابي الجليل عمر بن الخطـَّـاب رضي الله عنه ، أما آل أبو الهدى في نابلس فيذكر الدبـَّاغ في الجزء الثاني من القسم الثاني من كتابه ( بلادنا فلسطين ) أنهم يلتقون مع آل الجوهري في نابلس وآل الخمَّـاش في نابلس في الإنتساب إلى بني الجرَّاح رهط الصحابي الجليل أبي عبيدة عامر بن الجرَّاح ، ويذكر أن بني الجرَّاح هم من قبيلة حارث بن فهر بن مالك من قريش من العرب العدنانية ، ويشيرُ الدبَّاغ في الجزء الرابع من القسم الثاني من ( بلادنا فلسطين ) إلى أن بني الجراح انشأوا إمارة لهم في البلقاء وباديتها وفي جوار القدس وامتدَّ نفوذهم إلى الرملة وناحيتها ، ويذكر أن بني الجرَّاح خرجوا على طاعة الخليفة الفاطمي الحاكم بأمره ، واستدعوا صاحب مكـَّـة (حاكمها) أبو الفتوح الحسن بن جعفر العلوي الحسني إلى الرملة فاستجاب لهم وقدِمَ إلى الرملة فبايعوه بالخلافة ، فقام الحاكم بأمر الله بإرسال حملة عسكرية تغلبت على بني الجرَّاح وشتَّت جمعهم .
************
لتصويباتكم.. وتعقيباتكم.. وإضافاتكم..
تلفاكس 4206999
البريد الإلكتروني Ziad_1937@yahoo.com
ص ب 927666 الرمز البريدي 11190
*****************
تحذير : ( لا يُسمح بإعادة نشر حلقات هذه الدراسة أو أي جزء منها أو تخزينها في نطاق إستعادة المعلومات أو نقلها بأي شكل من الأشكال دون إذن خطـِّـي ٍ مسبق ٍ من معدِّ الدراسة )
تنويه ... ورجاء
• أما التنويه: فإن هذه الدراسة التي استغرقني تحضيرها عدَّة سنواتٍ هي حصيلة جهد فردي غير معصوم عن الخطأ أو النسيان ...
• وأما الرجاء: فأرجو من كل من يجد في هذه الدراسة خطأً أو نقصاً في معلومة أن يعذرني وأن يتلطَّف بتصويب الخطأ أو بإكمال المعلومة الناقصة، أو بإضافة معلومة جديدة .
************