كازينوهات وشواطئ حرة .. لماذا ؟
إذا أردنا ان نخرج من ورطتنا الاقتصادية فإن الأمر لا يكون بتخريب البلد وإشعال فتن فيه من قبيل إنشاء نواد للقمار كما دعا البعض مؤخراً ، ولا انشاء بيوت للرذيلة المرخصة كما سوف يدعو البعض إن استجيب للدعوة الأولى ، في حال ظلت أطروحات الحلول الإقتصادية التي يقدمها متخصصون تواجَه جميعها بصمت وجمود حكومي لا يتحرك الا اذا قرر رفع الدعم عن أساسيات الأردنيين التي لم يتبق منها الكثير .
وصل الأمر إلى أن يدعو البعض في الأردن إلى إنشاء نواد للقمار من أجل تحسين الإقتصاد ، زاعمين بأن هذا هو الحل ، وفي نفس الوقت هو رد على المتطرفين وداعش وفق ما قالوا .
أفهم أن نحارب داعش في مناهج المدرسة وفي رياض الأطفال وفي المساجد والنوادي الشبابية والثقافية وفي الإعلام لتنوير الناس وإنقاذهم من فكر الخوارج الهدام ، أما ان نقيم بيوت قمار لإنقاذ الإقتصاد وللرد على المتطرفين فإن هذا من مهازل الفكر المفلس وغير المنتج ، وليس مستبعدا أن " تكر المسبحة " فنقرأ دعوات لافتتاج مسابح للعراة في فنادق عمان ، أو أن نشرع شواطئ العقبة للشاذين جنسيا ، وأيضا أن نمنحهم تراخيص بإنشاء جمعيات لهم يكون رؤساؤها الفخريون سفراء أجانب ، لنثبت للعالم اننا رأس الحربة في محاربة البغدادي ، مع أننا كذلك ولكن بدون قمار وبدون انسلاخ كامل من قيم يحترمها ويقدسها الأردنيون .
الحل ليس بإنشاء كازينوهات ولا بالتعري .
رئيس الوزراء التونسي الجديد السيد يوسف الشاهد أخبر البرلمان قبل ساعات من التصويت على الثقة بحكومته الجديدة، بأنه سيعمد العام المقبل الى سياسة تقشفية على التونسيين الاستعداد لها منذ الآن ، توطئة - كما يبدو - لقروض جديدة تتطلب تنفيذ شروط الصندوق والبنك الدوليين ، ولقد قال الرئيس الشاب ذلك لكي لا يفاجأ النواب والتونسيون بخطوات قاسية ، علما بأن نسبة الدين للناتج الاجمالي التونسي تصل إلى ٦٥ بالمئة مع أن في تونس عدة كازينوهات لم تخرج البلد من أزمته، وقِس على تونس بلدانا أخرى .
إن الأردن قادر على إدامة الاستقرار الإقتصادي والسياسي والإجتماعي بوعي شعبه وحكمة قيادته بدون كازينوهات ، ولا شواطئ عراة .
د. فطين البداد