تساؤلات طاهر المصري الخطيرة وأشياء أخرى
لعل السياسي المخضرم طاهر المصري لم يجانب الحقيقة عندما تحدث بمرارة عن الوضع الإقتصادي في الأردن ، معتبرا أن جملة من الأسباب ساهمت في تدهوره .
وسمى المصري ، في حديث جريء أطلقه السبت قضايا بعينها وعلى رأسها كفاءة الجهاز الإداري في الدولة ، وهو ما كنا تطرقنا إليه في أكثر من مقال ، وقال : المواطن لم يلمس كفاءة الجهاز الاداري وقضايا الفساد ما تزال تراوح مكانها .
وعن الإقتصاد تساءل عن عوائد خصخصة المؤسسات الكبرى مضيفا : إن الذي حدث هو العكس تماما ، حيث ارتفعت الضرائب . فضلا عن ان الدين العام ازداد بشكل مقلق" .
وأضيف إلى حديث المصري قضايا أخرى من مثل انخفاض أسعار النفط كمثال أولي .
وبحسب علمي ، فإن ما يقرب من 2 مليار دينار يتم توفيرها سنويا بسبب هذا الإنخفاض ، وأعتقد أن هذا الرقم لا يقل أهمية عن تساؤلات المصري حول عوائد الخصخصة .
وإذا علمنا بأن ما ينوف عن 96 % من احتياجات الأردن من النفط يتم استيرادها من الخارج ، وبفاتورة تصل إلى حوالي 4 مليار ونصف المليار ، فإننا نقف أمام حقيقة صادمة ، وهي أن أوضاع الإقتصاد في ارتفاع أسعارالنفط الذي يستنزف أكثر من 21 % من الناتج الإجمالي هي نفس أوضاع الإقتصاد في فترة انخفاض الأسعار ، بل هي أسوأ .
أليس هذا لغزا ؟؟ .
قضية أخرى : إذا كان انخفاض النفط وفر 2 مليار و250 مليون دينار " الرقم الدقيق " فإن السؤال عن مصير أموال المساعدات الخارجية يصبح ملحا .
أموال المساعدات : تلك التي تنوء بها العُصبة أولو القوة .. أين ذهبت ولماذا لم يشعر بها الأردنيون ؟؟ .
د. فطين البداد