لماذا تنتشر الحبوب المخدرة في الأردن ؟
الذي قرأ التقرير الصحي الأممي حول أن الأردنيين هم الأول عربيا والثالث عالميا في التدخين ، كما سبق وكتبنا ذات مقال ، فإنه لن يستغرب المخاوف التي بدأت تنتاب المواطنين عموما من انتشار الحبوب المخدرة ، وهي مخدرات على كل حال ، بشكل لافت في مختلف المناطق .
الذي يقول ذلك ليس كاتب هذا المقال ، بل عشرات النواب الذين تطرقوا ، وكل من منطقته ، إلى هذه المخاوف مطالبين بأن يتم القضاء على هذه الظاهرة التي بدأت تشكل خطرا على الأمن المجتمعي والإقتصادي والنفسي للناس .
كل يوم نسمع عن عمليات قبض وتوقيف تقوم بها الجهات المعنية بحق تجار أو متعاطين او مروجين ، وعن مئات آلاف الحبوب التي يتم ضبطها ، ولكن ، وبكل صراحة ، فإن إدارة مكافحة المخدرات ليست هي الجهة المسؤولة الوحيدة عن منع انتشار الحبوب وغيرها ، ولن تتمكن مهما فعلت من أن تسيطر على هذه الظاهرة ، بدون تعاون الجميع .
المطلوب عقد مؤتمر وطني لهذه الغاية يضع إطارا شعبيا ورسميا للتحرك ضد مرض عضال لن نتمكن من السيطرة عليه إذا استفحل أكثر في الشهور والسنوات القليلة القادمة .
سمعت نائبا عبر التلفزيون يتحدث عن استعداده للدوام رسميا في معبر حدودي أردني ليساعد ويراقب ويسهم في مكافحة التهريب بكل ألوانه وأشكاله ، وسمعت شكاوى من أهالي وآباء وأمهات لا ينامون الليل قلقا على فلذات أكبادهم الذي يخرجون " مصحصحين " ويعودون " مدروخين " إلى بيوتهم نتيجة جلساء السوء ورفقاء المنكر ، وهذه مجرد صورة مصغرة من ألبوم أكبر .
إن ظاهرة انتشار المخدرات بين الشباب لا تعالج أمنيا فقط ، إنها تتعلق بكل مفصل من مفاصل الدول ، ليس بدءا بالمجتمع ولا انتهاء بالإقتصاد والبطالة والفراغ ، وإذا لم نتحرك جميعا للمؤتمر الوطني الذي اقترحناه في هذه المقالة فإننا سنندم حين لا ينفع الندم ، وعلى نفسها تكون قد جنت براقش .
د.فطين البداد