عن الإرهاب الذي ضرب في الكرك
لفت العالم أجمع موقف الأردنيين بكل فئاتهم من عملية الإعتداء الآثمة التي طالت مدينة الكرك مؤخرا وخلفت كوكبة من الشهداء الأبرار والجرحى الأحرار من مرتبات الأمن والدرك والأجهزة الأمنية ، وذلك لما شاهده من اصطفاف شعبي لا مثيل له حول القوات الأمنية واستعداد منقطع النظير لتقديم الأرواح رخيصة في سبيل دحر هذه الفئة الحاقدة على الإنسانية وعلى كرامة الأفراد والجماعات ، بل وعلى أنفسها المريضة التي سولت لها القيام بأعمال تخريبية وأفعال إجرامية في بلد ينعم أهله بالأمن والأمان ، وبقيادة حكيمة فذة استخلصت العبر مما يجري في الجوار فألقت مرساة الأردن باطمئنان وسط عواصف عاتية من الفتن والإرهاب الأعمى .
كلنا شاهدنا كيف خرج الأردنيون في مسيرة حاشدة شارك فيها مختلف القوى السياسية والحزبية والمجتمعية ضد الإعتداء الإجرامي الجبان ، وكلنا شاهدنا أيضا كيف كان المواطنون في الكرك يتسابقون لتقديم العون لقوات الأمن ، وكيف أن القلب كان واحدا ، والوجهة واحدة ، وهي القضاء على المجرمين القتلة ، وهو مشهد انعكس على كل الأردن من شرقه لغربه لوسطه لشماله لجنوبه ، في وحدة وطنية يضرب بها المثل في النقاء والإنتماء والولاء ، حيث اصطف الشعب بكامل فئاته وأصوله ومنابته في معسكر الوطن ، وها هو يقدم تضحيات من مختلف المحافظات الأبية لينعم هذا البلد بالأمن والإستقرار ويظل ينبض بالحب والحياة .
تحية خالصة من القلب إلى شهدائنا الأبرار وعائلاتهم الشامخة الأبية ، وإلى المصابين عموما ، وإلى جميع مرتبات أجهزتنا الأمنية بمختلف مسمياتها على ما بذلوه من جهد وتضحيات غالية في سبيل أن يظل الأردن هو الأردن : بلدا آمنا مطمئنا يلتف فيه الشعب حول نفسه وقائده وجيشه وأجهزته ، فبالاردن تستمر الحياة ، وبدونه - لا سمح الله نضيع كلنا بدون استثناء ، والعاقبة للمخلصين .
د.فطين البداد