فرض رسوم على التطبيقات الخلوية
أثبتت المقاطعة التي أبداها الأردنيون مؤخرا لبعض السلع بعض النتائج المرجوة من قبيل مادة بيض المائدة وخلافها ، مما دفع بالإسعار إلى الإنخفاض بعد أن أكدت جمعية حماية المستهلك بأن نسبة الربح لدى منتجي البيض تصل إلى 30 % .
المشجع في الأمر أن الحكومة لم تنزعج منها ، وذلك على لسان وزير الإعلام الدكتور المومني ، ولكن المثير هو دخول غرفة التجارة على الخط وإصدارها بيانا تؤكد فيه عدالة الأسعار التي وضعتها الوزارة في إشارة مبطنة إلى أن الأسعار الأخيرة لا يجب المساس بها .
لو أن الأردنيين الذين يعانون الأمرين في سبيل توفير متطلبات عائلاتهم اعتمدوا على هذا السلاح " المقاطعة " لأصبح بالإمكان إحداث تغييرات ملموسة في الأسعار التي تشهد ارتفاعات لا قبل للناس بها ، بعد أن أعلنت الحكومة في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة رفع أسعار العديد من المواد والسلع الإستهلاكية .
لأول مرة يجرب الأردنيون المقاطعة الداخلية للسلع إلى أن تنخفض ، وهي طريقة تلجأ إليها شعوب الدنيا ، ولسنا هنا بصدد أن الحاجة أم الإختراع .
ولكن هذا السلاح الشعبي لن يثمر وحده ، فإذا كانت الحكومة تصمت حياله ، رغم أن هذا أمر يضرها لانخفاض الضرائب التي تجنيها ، فإنه مطلوب منها أن تستمر بالصمت وأن لا تتدخل ، لأن كل بلد يعاني ، مثل الأردن ، ومحرم عليه استحداث وزارة تموين بأوامر من صندوق النقد بدعوى تحرير الأسواق ، فإن من مصلحته العامة توفير المتطلبات الاساسية للناس وتعويض خسارة الحكومة جراء ذلك من مواد أخرى .
وأذكر الأردنيين بأمر آخر وهو بمثابة شبح يلوح في الأفق ، وهو فرض رسوم على التطبيقات الخلوية ، وهو أمر سبق وكتبت عنه ذات مقال ، ودفعني للكتابة من جديد ما يقال بشأنه هذا الأوان ، وبصراحة ، فإن فرض ضريبة على التطبيقات الخلوية تصرف سيء ، لماذا ؟؟ لأن خدمات الواتس أب والفايبر مثلا وغيرهما والتي يراد فرض رسوم على مكالماتها لا تكلف الشركات شيئا ، أما إذا كانت الحكومة وراء هذا القرار المرتقب ، فإن هذا سيحرم المغتربين الأردنيين الذين يحولون للبلاد العملة الصعبة ، من التواصل مع ذويهم وأهلهم ، ويضع فجوة نفسية بينهم وبين البلد ، فهم ، بالإضافة إلى دفعهم كل ما يترتب عليهم ، وتحريكهم عجلة الأقتصاد ، فإن الحكومة هنا ستكون سببا في منعهم من التواصل مع بلدهم وأخص بالذكر هنا الأردنيين في الدول التي تسمح بهذه الخدمة ، فهل استكثرت الحكومة على المغتربين وأهلهم في الأردن اتصالات هاتفية تدفع تكلفتها شركة أمريكية ، وهل استعظمت أن يقوم الأردني الذي يأكل الهواء والتراب أن يتصل بابنه أو بنته خارج البلاد ؟؟ .. مالكم كيف تحكمون .؟ .
قلنا ما قلناه أعلاه على فرضية أن الضريبة ستفرض على المكالمات فقط وليس على مجرد تنزيل التطبيق على الهواتف ، وهذا إن حدث فسيكون أشد وأنكى .
اتقوا الله في الناس وإياكم فرض رسوم على التطبيقات الهاتفية ، فالمثل يقول : دقة على الحافر ، ودقة على المسمار .
كونوا أذكياء !.
د.فطين البداد