عن تقارير ديوان المحاسبة
كما هو معروف ، فإن القضايا التي ينظرها ديوان المحاسبة تخضع للعديد من الإجراءات .
وإذا كان لا بد من لوم أحد في تكدس تقارير الديوان منذ العام 2009 إلى العام 2012 ، لكي لا نشمل الثلاثة تقارير الأخيرة ، فإن كل اللوم يقع على القوانين تلك ، وليس على الديوان .
وبحسب علمي ، فإن الملاحظات التي يسجلها الديوان بحاجة إلى قرارات : فإما التزام الجهة المعنية بهذه الملاحظات ، وإما تصويبها ، وإما أن يقرر مصيرها مجلس الوزراء وهنا تنتهي القضية .
أي أننا أمام ثلاثة إجراءات لا بد منها للتعامل مع تقارير الديوان .
أتحدث عن ديوان المحاسبة هنا ، بسبب أن تقاريره ساخنة هذا الأوان ، في ظل اجتماع اللجنة المالية النيابية مع رئيسه ، وفي ظل المطالبات الشعبية بمحاربة الفساد والفاسدين .
أضيف هنا : أن الديوان لا يحمل الصفة العدلية ، اي أنه ليس بإمكانه تحويل أي من قضاياه للقضاء مباشرة حتى لو كان الفساد لا لبس فيه ، بالإضافة إلى أن هناك نوعا من القضايا بحاجة لقرار من مجلس النواب لاتخاذ قرارات بشأنها لأنها تشمل وزراء سابقين يتمتعون بالحصانة .
ولأن خير الكلام ما قل ودل ، فإن تفعيل دور ديوان المحاسبة لن يتم إلا بتعديل قانونه .
بغير ما قلناه أعلاه ، فإن موظفي الديوان سيظلون يحرثون في بحر ، وستظل تقاريره في جميع الأقبية ليس بدءا من أدراج الحكومة ولا انتهاء بأدراج النواب .
د.فطين البداد