ضريبة على الأردنيين في الخارج ؟
يجهل كثير من الأردنيين أن مبلغ الـ 450 مليونا ، والذي كان السبب المباشر في ارتفاعات الأسعار الأخيرة ، سيلحقه في العامين القادمين أرقام أخرى ضمن برنامج التصحيح وفق نائب مطلع في البرلمان .
ففي العام القادم 2018 سيصبح المبلغ المتوقع 520 ، وفي العام الذي يليه سيصبح 570 مليون دينار .
أي أن المبلغ الذي أرهق الناس حتى الآن ، والحبل على الجرار وهو 450 مليون دينار ( لا زلنا في بداية العام ) سيضاف إليه مثله ليصبح العجز في العام القادم مضاعفا ، فهل استعدت الحكومة ، أم استعد الناس ، ومن أين سيتم توفير هذا المبلغ إذا ظلت الموارد مغلقة .
طيب : إذا لم تغلق الموارد وجاءت مساعدات مهمة من قبيل مئات ملايين الدولارات هذا العام ، فهل سيتم العدول عن الأسعار التي رفعت ، أم أن " الطايح رايح " .
لا يفهم الأردنيون بالضبط كيف تدار الموازنة ، ناهيك عن فهمهم كيف يدار العجز ، وأتحدث هنا عن المبالغ غير المتعلقة بالرواتب وثوابت الإنفاق ، وكما كنا حسبناها في مقال سابق ، فقد وجدنا بأن المبلغ الذي يمكن للحكومة اللعب فيه في موازنة 2017 هو بحدود 250 مليون دينار ، على اعتبار أن كل الموازنة رواتب وتقاعد وخلافهما ، من أجل ذلك فإن أي توفير في هذا المبلغ ليس ذا بال ولا يقدم ولا يؤخر .
أعان الله الأردنيين في الأردن ، والأردنيين خارج الأردن ، ولمناسبة الحديث عن الفئة الثانية ، فإن هناك أصواتا تنادي بفرض ضريبة عليهم وهم في الغربة ، بدعوى أن أبناءهم وعائلاتهم يتمتعون في الأردن هانئين مطمئنين .
أي أن الأردني في أمريكا وأستراليا والخليج وأوروبا سيتم مطاردته أيضا ، وهي أفكار غريبة ومندفعة وغير محسوبة يطالب بها نواب في البرلمان الأردني .
نحن مع أن يساهم كل الأردنيين المقتدرين باستثمارات في بلدهم ، ونفخر - نحن - بأننا نستثمر الملايين في بلدنا الأحلى ، والأغلى ، ولكن أن تفرض ضريبة على كل أردني لمجرد أنه أردني مغترب ، فمن يقول بهذا ،وما هذه الأفكار التشليحية يا رعاكم الله ؟؟ .
انتبهوا واسمعوا وعوا ، ولا تلتفتوا لمن يريد أن يثقب السفينة بدعوى الحرص عليها ، ويكفي الأردنيين في الخارج مفخرة أنهم يمدون الوطن بالمليارات كل عام ، ولولا تحويلاتهم لكانت المعاناة أشد وأنكى .
لنعالج مشاكلنا بخطط بناءة وبعقل منفتح وقلب سليم وبدون مزايدات .
حمى الله الأردن .
د.فطين البداد