عن الأسد الهارب من محمية جرش
ذكرتني شائعة الأسد الهارب في غابات جرش بقصة أبو شاكوش ، وهي قصة وقعت بداية التسعينات عندما انتشرت شائعة في الأردن ، تتحدث عن أن شخصا غامضا ملثما يقوم بقتل الناس بضربات على الرأس بواسطة شاكوش .
أبو شاكوش هذا ، أصبح محط اهتمام الأردنيين في كل مكان ، وبات مادة صحفية أولى ، وحينها ، أصبح مثار حديث الدواوين والأسواق والبيوت ، لدرجة أن حالة الخوف من شاكوش أبو شاكوش انعكست كوابيس في أحلام الأطفال والنساء والرجال وعلى نطاق واسع .
وإذا كان أبو شاكوش مختصا بقتل أصحاب البقالات والصيدليات وأصحاب وباعة المحلات عموما ، فإن قاتلا آخر ظهر بمعيته أطلق عليه " أبو قداحة " وهو أقل شهرة من صاحبه ، ولكنه شغل الناس أيضا حينما كان يسرق ويقتل ومن ثم يحرق المكان .
وقبل أكثر من شهرين انشغل الناس بأسد قيل إنه هرب من محمية برية في جرش ، وبدأت الأحاديث والشائعات تدور من بيت لبيت حول أن هذا الأسد التهم طفلا ، ومرة قتل شيخا متوجها لصلاة الفجر وغير ذلك من حكايات انعكست على مزاج الناس القريبة بيوتهم من جرش أو في محيطها ، ليتبين بأنه لا أسد هارب ولا ما يحزنون .
أما الأسبوع الماضي ، فقد راجت شائعات جديدة عن أن أسدا آخر هرب من محمية برية أيضا ( لأول مرة أسمع بوجود حيوانات برية مثل الأسود أو محمية برية في الأردن ) ، وهنا لم يكتف المسؤولون عن الغابات والمحميات بالنفي إلا بعد أن أطلقوا طائرة بدون طيار تجوب سماء جرش وغاباتاها للبحث عن الأسد المفقود ، ولكن دون جدوى ، مما اضطر هؤلاء للمرة الثانية إلى الإعلان عن أن هروب أسد وتواجده طليقا في غابات جرش غير صحيح .
أبو شاكوش ، وأبو قداحة ، والأسد ، أسد جرش ، وغيرها قصص تشبه قصص الزير سالم ، وأبو زيد الهلالي وذياب بن غانم ، والزناتي خليفة ، ولو بشكل معكوس ، وهي - بالمناسبة - ليست مقتصرة على الأردن بل تجد لها أمثلة في أغلب البلدان التي تعاني الفقر والبطالة وغيرها .
ما السبب يا ترى ؟؟ .
إنه بلا ريب ، الفراغ وعدم الإنتاج .. وقديما قيل : " قلة الشغل تعلم التطريز " .
د.فطين البداد