الأقصى .. قبل فوات الأوان
كما حذرنا في مقالنا السابق ، فإن ما وقع في القدس كان ذريعة لكي يفعل الإحتلال فعلته الإجرامية ويضع أقفالا ألكترونية على الأبواب ويجد فرصة مواتية لتغيير الوضع القائم في المدينة المقدسة تحت ذريعة " منع الإرهاب " .
وإن اللبيب الواعي ليدرك أن مرحلة التهويد باتت شبه ناضجة ، وأن ما ينتظر التنفيذ هو تراخ دولي ليس إلا .
فإذا كان نتنياهو عجز عن تسويق مزاعمه دوليا ، حتى بعد العملية التي وقعت في الأقصى من قبل ثلاثة شبان من أم الفحم " عرب الخط الأخضر " ، فإنه لن يألو جهدا في استغلال وجود الإدارة الأمريكية الجديدة المنحازة لتنفيذ مخططات وبرامج كيانه المعدة منذ عقود ، فكيف نرد كيده في نحره ، وكيف نقي مسرى نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام من شره ؟؟ .
إذا نظر نتنياهو يمينا وشمالا وفي كل الإتجاهات ، فإنه يجد عربا ضعافا مشغولين بأنفسهم وبحروبهم في سوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها ، وإذا نظر إلى الشعب العربي وجده محطما منزوع الإرادة مقموعا وخائفا ، وإذا نظر إلى العالم من خارج المنطقة وجد كل دولة تغني على ليلاها وتبحث عن مصالحها ( الصين بنت مؤخرا أول حاملة طائرات ستجوب العالم بحثا عن دور يليق بها ) ، وإذا نظر إلى دول الإتحاد الأوروبي وجد أن هذا الإتحاد لم يعد موحدا بخروج بريطانيا ، وفي طريقه للتفسخ تدريجيا ، أي باختصار : وجد الكل مشغولا بنفسه ، وإن المراقب ليستطيع الجزم بأن مجلس الأمن في جلسة الإثنين المنتظرة لن يلزم الصهاينة بشيء ، فلم لا ينتهز نتنياهو الفرصة ويضرب ضربته ويبني الهيكل المزعوم مكان الأقصى ؟ .
إذا فعلها الآن ، من يمنعه ؟ .
ما حك جلدك غير ظفرك ، هذا ما تقوله طبائع الأشياء ، وإذا لم يهب العرب والمسلمون جميعا حكومات وشعوبا هبة واحدة لحماية مسرى نبيهم فإن الأقصى سيصبح ذكرى ، وأي ذكرى .
د.فطين البداد