الحكومة وجريمة السفارة وعنجهية نتن ياهو
لا نستغرب العنجهية التي تعاطى بها النتن ياهو مع جريمة السفارة الرابضة على قلوب الأردنيين في الرابية ، ولا عنجهية القاتل الجبان ولا الإسرائيليين الذين تفاخر نتنياهو أمامهم عبر الشاشات أنه وفى بوعده لهم وأرجع الطاقم الأمني بمن فيه القاتل إلى تل أبيب بسرعة ونجاح وثقة .
تلك عنجهية رضعها نتنياهو مع حليب أمه عندما كانت تعلمه انه من شعب الله المختار وان جميع بني البشر خلقوا عبيدا له ولأشكاله من شذاذ الآفاق .
نقول : لا نستغرب ذلك لذلك ، ولكن استغرابنا مبعثه موقف الحكومة الذي كان خائفا ، مترددا ، حيث وصل الأمر بأن تضع اللوم على أحد الأردنيين لكونه " طعن بالمفك " إسرائيليا في السفارة ، ليتبين لاحقا أن قصة المفك مكذوبة كما أكدت ذلك صحف إسرائيلية وشهادة السائق الأردني .
لقد جاء وعد الملك للأردنيين بعامة ولذوي الضحايا بخاصة بتحقيق العدالة ، وتعهده شخصيا بذلك ، ومن قبل تصريحاته التي هاجم فيها النتن ياهو بقوة ، جاء قطعا لأي شكوك بأن حق الأردن سيذهب هدرا كما أوحت بذلك الحكومة ضمنا من خلال روايتها الهزيلة ، فإذا كانت إسرائيل استنفرت أنصارها في العالم وخاصة في إدارة ترامب وضغطت على الأردن فتم تنفيذ اتفاقية فينا " القاتل له حصانة دبلوماسية " ... إذا كانت ترفض محاكمة القاتل وتستقبله استقبال الفاتحين ، فإن المحاكم الدولية مشرعة الأبواب والأردن قادر على ولوجها وبثقة لتحصيل حقه وحق مواطنيه كافة وسيادة كيانه وكرامة سلطته القضائية .
في انتظار الملف الموعود الذي أعلن عنه وزير الخارجية أيمن الصفدي بغية تقديمه لمحكمة دولية ، والذي قال إن وزارته تعده في هذه الأثناء ، ولكن نقول للوزير :
حذار ان يكون هذا الملف أقل من التوقعات ومن أوامر الملك ، ومجرد قنبلة صوتيه ، أو كما يقول الرماثنة : " فستق فاضي " .
د.فطين البداد