باختصار .. ماذا يعرف الأردنيون عن موازنة 2018 ؟
نظرة سريعة إلى موازنة 2018 التي تتقدم بها الحكومة للنواب الأحد ( اليوم ) من خلال وزير المالية ، ليصار إلى مناقشتها من قبل مجلس الأمة لإقرارها ، تنبئ بأن نهج الإعتماد على الذات بات يؤخذ في الحسبان .
الإيرادات المحلية مقدرة في الموازنة بمبلغ 8 مليارات و496 دينارا ، في حين قدرت المنح الموعودة بمبلغ 700 مليون دينار ، بينما قدر العجز " موازنة ووحدات مستقلة " بمبلغ مليار و35 مليون دينار .
وإذا أخذنا النفقات المقدرة في الموازنة فإنها تصل قريبا من 9 مليارات دينار ، وهذا يعني أن النفقات لعام 2018 ستزيد عن نفقات موازنة 2017 بحوالي 500 مليون دينار ، و جاء ذلك بسبب النفقات الجارية التي زادت بحوالي 6 % .. وهذه النفقات يتم تغطيتها من الإيرادات المحلية لترتفع من 92 % العام الماضي إلى حوالي 99% وهو مؤشر حقيقي على اعتماد الموازنة على الذات .
أما بالنسبة لموازنة الوحدات المستقلة ، وكما درجت عليه الموازنات السابقة ، فإن الكهرباء والمياه هي الفيصل في تحديد موقف من موازنات هذه الوحدات ، إذا أخذنا بالإعتبار أن هذين القطاعين يسجلان في موازنة 2018 عجزا يصل إلى حوالي 400 مليون دينار .
وبرغم أن الموازنة العامة وضعت موازنات مستقلة لكل محافظة بعد البدء بتطبيق اللامركزية ( 220 مليون دينار وضعت تحت إدارة مجالس المحافظات دون أن نعرف طبيعة وطريقة الإنفاق ولمن تعود الصلاحيات ) إلا أن الأمر لا يبدو تغير كثيرا سواء باللامركزية أو بدونها من خلال نظرة أولية بسبب تواضع المبلغ أمام احتياجات كل محافظة على حدة ، وأيضا فإن تقديرات الإنفاق الرأسمالي في مجالات عدة تسجل دائما أرقاما أعلى من الحقيقة ، مما يتطلب وضع آلية علمية للتقدير بعيدا عن المبالغة .
وأيا كان الأمر ، فإن الحقيقة التي لا مناص منها ، أن الأغلبية الساحقة من الموازنة تذهب رواتب للعاملين والمتقاعدين وخدمة الدين ، ويكفي أن نعلم أن الدين لا زال يشكل 95 % من الناتج الإجمالي ، بحيث لا يوجد أي هامش لأي تحسن في حياة الناس ، ولعل الموازنة الحالية وسابقاتها تعد على طريقة تيتي تيتي ، وذلك بسبب شح الموارد وانعدام الإستثمارات الجديدة ، مما يجعل الأمر وكأنه حركة دوران حول النفس مع إضافات ريعية لا بد منها ، وهو دوران لا يغني فتيلا ولا يجدي على رأي أبو الطيب المتنبي .
د.فطين البداد