غشاشو زيت الزيتون في الأردن .. كفالات مالية والسلام !
كنت أود الكتابة عن قضايا مهمة طرحتها الحكومة والوزراء ردا على أسئلة نيابية ساخنة ، أو عن البدل النقدي الذي ستدفعه الحكومة للاردنيين بعد رفع الدعم عن السلع وغيرها الكثير من القضايا، إلا أنني آثرت تناول أمر آخر ، يهم العامة ، ويتعلق بزيت الزيتون في الأردن .
هو موضوع مهم وستدركون ذلك بعد قليل ، إذ لا يكاد يمضي بضعة أيام إلا وتنشر المؤسسة العامة للغذاء في الأردن قوائم جديدة بكميات الزيت المغشوش الذي يتم ضبطه ، ولأن الموسم موسم زيت كما هو معروف ، فإن غشاشي الزيت سواء أكانوا مزارعين أم تجارا يعمدون إلى خلط الزيت الأصلي بزيوت نباتية أخرى ، مع إضافة نكهة زيت الزيتون وهي عبارة عن صبغة خاصة تجعل خبراء الزيت حيارى من شدة قدرتها على التمويه وإمعانها في التضليل ، وتجد نفسك نهاية المطاف بحاجة إلى مختبر لكي تكشف الزيت المغشوش من الزيت النقي ، وهذا لا يتوفر إلا لدى الحكومة ومنها مؤسسة الغذاء والدواء .
ما يلفت في قوائم المؤسسة الأخيرة أن الإجراء المتبع ضد كل من يتم ضبطه غاشا للزيت هو مصادرة الكميات وربط أصحابها بكفالات مالية ، وهو أمر غير كاف ويشجع الكثيرين على الغش ، بسبب عدم وجود رادع قوي ضد هؤلاء ممن فقدوا أخلاقهم وباعوا ضمائرهم بثمن بخس .
ولأن الأردن يحتل المرتبة الرابعة عربيا والثامنة عالميا في إنتاج الزيتون ، ويحتفل سنويا وبرعاية رسمية بافتتاح مهرجان بهذا الأسم ( افتتح مؤخرا مهرجان الزيتون الثامن عشر برعاية رئيس الحكومة ) فإن هذه القضية ليست مجرد بضع تنكات من الزيت غشها البعض ، ولا حتى أطنانا منه خلطت مع زيت آخر ، بل يتعلق الأمر بالإقتصاد ، إذا اخذنا في الإعتبار بأن أغلب دخول الأرياف الأردنية يعتمد في جزء مهم منه على موسم الزيتون . ولأننا نثق بزيت الزيتون الأردني الذي يعتبر بالفعل ، من أجود زيوت العالم ، فإن المحافظة على هذا القطاع مطلب ملح لا يجوز أن يذهب في زحمة المطالب الأخرى واعتباره أمرا يخص القرويين ، فهؤلاء القرويون - ايها السادة - هم الذين يستثمرون في هذا القطاع بما يصل إلى 3 مليار دولار إن كنتم لا تعلمون . ..
أرأيتم أهمية الأمر ؟..
د.فطين البداد