بعد خمس سنوات سيأكل الأردنيون سمنا وعسلا
عندما أعلنها رئيس الحكومة الدكتور هاني الملقي عبر التلفزيون الرسمي قائلا : " إن الإقتصاد الأردني في خطر " فإن كلمة " خطر " لمن يفهم الإشارات تعني أننا نحجم عن اتخاذ قرارات لا قبل لأحد بها قد تتشابه وقرارات العام 1989 ، ونأمل أن تقل درجة هذا الخطر كما بشر الملقي مشاهديه ومواطنيه ولكن الأمر يتطلب تكاتف الجميع .
تصريح الملقي ، يذكرنا بتصريح أطلقه لأول مرة رئيس الوزراء الأسبق عبد الرؤوف الروابدة في آذار من عام 1999 عندما قال " إن الإقتصاد في غرفة الإنعاش " .
ونهاية الأسبوع كتب نائب رئيس الوزراء جعفر حسان على تويتر بأن هناك خطة خمسية لتحفيز النمو الإقتصادي .
وأذكر أنه في العام 2000 أو 2001 ، جل من لا يسهو - قال الدكتور باسم عوض الله ، وزير التخطيط حينذاك : إن برنامج التصحيح الإقتصادي سيستمر 15 سنة وبعد الخصخصة سنأكل لبنا وعسلا .
ومضى الروابدة في طريقه ولم يتحسن شيء ،وكذلك الدكتور عوض الله ..
ومنذ تسلم حسان وزارة التخطيط 2009 - 2013 شرع في الدفاع عن السياسة المالية و" التخطيطية " وخرج منها وعاد قبل ايام نائبا لرئيس الوزراء ، ولم يتحسن الوضع الإقتصادي ، وها هو الوزير (الذي أحترمه على الصعيد الشخصي) يعد الأردنيين بتحسن الإقتصاد خلال 5 سنوات .
كل أردني يأمل أن يرى اقتصاد بلاده مزدهرا ومنتعشا وعال العال ، ولكننا ، ونظرا يجري ، نمضي بدون هدى ، بل إن رئيس الوزراء الملقي فجر مفاجأة صادمة عندما كشف بأن حكومة الدكتور النسور كانت تنفق من خارج الموازنة ووصل المبلغ لما يفوق المليار و 300 مليون دينار ستتكبدها جيوب الأردنيين ..
كيف كان لها ذلك وأين كانت الرقابة !.
عندما يصل الدين لنسبة 93 % من الناتج فهذه كارثة اقتصادية ومالية تنهار معها دول ، ولكن قيادة الأردن هي التي تدأب من خلال علاقاتها وموقع بلادها على إقناع العالم وأحيانا إرغامه على الكينونة الأردنية وعلى هذا البلد ، وهذا لمن لا يعرف .
لقد شبع الأردنيون خططا وشبعوا كلاما ويريدون أفعالا ، فما بالنا نأتي بتعديل وزاري لم نعرف بموجبه لماذا خرج فلان ، ولماذا دخل علان كما قلنا في مقال سابق ، وها هي هذه الأسئلة تتحول إلى أسئلة نيابية " رسمية " على حد علمي .؟..
ابحثوا عن حلول مجربة وكفى الإعتماد على الأردنيين كحقول تجارب لسياسات مالية واقتصادية لم تحصل على صفر بالمئة ، والأرقام خير شاهد .
كما وإن على الحكومة أن تعلم بأن ارتفاع نسب النمو لا تعني الأردنيين البتة، إذا كانت لا تنعكس على معيشتهم وأرزاقهم ،حتى لو وصلت إلى مليون بالمئة سنويا .. الأردنيون يريدون أن يروا تحسنا في حياتهم ، وليس تحسنا في أرقام يشترطها صندوق النقد الدولي ولا تتحقق إلا على ظهورهم !.
خمس عشرة سنة، تلاها سنوات ، والآن وعود بخمس سنوات أخر ..
كم هو متوسط أعمار الأردنيين أيها السادة !؟ .