فكرة أردنية : طريقة للتعيين من خارج ديوان الخدمة
لا يعلم كثير من الأردنيين أن التعيينات من خارج ديوان الخدمة لا زالت تمضي على قدم وساق رغم كل ما يقال بهذا الشأن ، بل رغم الورقة النقاشية الملكية السادسة التي حثت على تكافؤ الفرص بين جميع الأردنيين .
قبل أيام أصدر مجلس الوزراء استثناء لتعيين ثمانية موظفين في إحدى المؤسسات دون أن يتقدم هؤلاء لامتحان عام ، أو دون أن ينشر إعلان بالوظائف التي تحتاجها المؤسسة المقصودة ليتسنى للأردنيين المنافسة وبالتالي تتحقق العدالة .
نفهم أن نظام الدور في ديوان الخدمة يتم تفعيله إذا لم يكن هناك شروط على الوظائف المطلوبة في مؤسسات الدولة أو المؤسسات المستقلة ، ولكن الشروط نفسها ، من مثل الخبرة والشهادات واللغات التي يتقنها الشخص وغيرها من شروط لا توجد في المنتظرين على الدور ، يتم استغلالها - أي الشروط - لتعيين أشخاص من خارج الديوان ، فإذا أراد مدير أو وزير تعيين فلان أو علان فإنه يبتدع شروطا للشاغر الوظيفي المطلوب لكي " ينفذ " من نظام الدور ، وهذا ما يحصل مع أغلب التعيينات التي تتم من خارج الديوان .
ولكي نزيدكم من الشعر بيتا ، فإن هذا الوزير أو المدير الذي يريد هذه الوظيفة ، لا يكتفي بما قام به من اختلاق شروط في بعض الأحيان ، بل إنه يقوم بالطلب من مجلس الوزراء الموافقة على استثناء في التعيينات التي يريدها، فيتم له ذلك في العادة ، كما حصل مع الموظفين الثمانية المذكورين الذين لا اقصدهم بالذات ، وإنما ضربت تعيينهم مثالا لما يجري .
ولنتصور معا ، كيف أن بإمكان أي وزير أو مدير أو مسؤول تعيين من يريد بهذه الطريقة التي لا تشوبها شائبة لكونها جاءت بطريقة رسمية وباستثناء حكومي .
ولكي لا يفهم من كلامي هذا أنني أرفض صلاحيات مجلس الوزراء بالإستثناءات ، فإنني أرغب أن يعرف مجلس الوزراء الكريم أن موافقته على أي تعيين من خارج الديوان يتطلب أن يعطي المجلس الموافقة على الوظائف لا على الأشخاص ، بحيث يتسنى طرح إعلان لعموم الأردنيين للتنافس فيما بينهم على الوظائف المطلوبة " المشروطة " وبهذا نحقق العدالة للجميع ولا يتم الإلتفاف على الأنظمة والقوانين والدستور الأردني الذي يعتبر الأردنيين سواسية في الحقوق الواجبات .
نأمل - كمراقبين - أن لا يصدر أي استثناء لأي وظيفة إلا إذا طرح إعلان لكافة الأردنيين ، بحيث يتم التنافس تحت إشراف لجنة متخصصة في الشأن المراد تعيين الشاغر لديها ، ولا يعدم طالبو الإنصاف من وسيلة لعدم إيقاع الظلم والغبن على أحد .
هكذا هي العدالة ،ولكن كثيرين يدركون بأن ما قلناه ليس سوى نفخ في قربة مثقوبة ! .
د.فطين البداد