عن سرقة غزلان محمية دبين في جرش
الحديث عن اختفاء أو سرقة أو تهريب غزلان محمية دبين في جرش الأسبوع الماضي ، أطلق عليها التسمية التي تريد ، ليس جديدا ، فإذا كان مدير الزراعة كشف عن فقدان 314 غزالا من المحمية فإننا نتحدث هنا عن مصدر رسمي أحال الملف لمكافحة الفساد .
محمية دبين ، التي ضمت 500 غزال وفق السجلات ، لا يوجد فيها الآن إلا 186 غزالا وتبخرت البقية الباقية لتصبح في علم الغيب .
ولأن هناك قضايا أهم من اختفاء غزلان ، فإننا ندرك بأن هناك من سينتقدنا لإثارتنا هذه القضية " غير المهمة " مع أنها مهمة وبامتياز ، فلقد أفاق الأردنيون في جرش وفي عموم الأردن ليطالعوا خبر سرقة غزلان المحمية ، كم غزالا ؟ .. 314 غزالا !!.
هذا يعني أنه تم تحميل هذا العدد بشاحنات والله أعلم ، أو لعل الفاعل جزأ السرقة على دفعات .. ربما !.
ألهذه الدرحة وصلت الأمور ووصل التسيب والإستهتار واللامبالاة ؟ .
لو كان سارق الغزلان وأعوانه إن وجدوا ، يعتقد ولو بنسبة ضئيلة أن هناك من سيحاسبه لما فعل فعلته ولما أقدم على هذه السرقة الشائنة والمخزية ، ولكنه أمن جانب العقوبة فأساء الأدب ، كما يقول المثل العربي .
نعم ، قررت أن أكتب هذا الأسبوع عن غزلان مسروقة ، لأن القضية أكبر من الغزلان ، إنها تشي بأن هناك عصابات تفعل ما تشاء وبدون أي خوف أو توجس ، وهل يعلم القارئ الكريم بأن غزلانا فقدت من نفس المحمية في العام 2013 وتم نفي ذلك في حينه من قبل وزارة الزراعة ، فماذا تقول الوزارة الآن على مستوى الوزير ، أم أن الوزير أكبر من أن يتحدث عن غزلان سرقت من محمية تتبع وزارته ؟ ..
يتحدثون عن حيوانات أخرى وعن زرافات أيضا ، وسبق وأن تحدثوا عن أسد في محمية طبيعية أخرى ، وقيل حينها إنهم مسحوا المحمية بطائرات بدون طيار ليتبين بأن هروب الأسد أو تهريبه أو اختفاءه ليس صحيحا ..
هكذا قيل في العام 2013 عن الغزلان المفقودة في محمية دبين ، وهكذا صمتوا عن اختفاء المجموعة الأخيرة من نفس المحمية لولا مسؤول الزراعة الجديد الذي كشف الطابق ، ونخشى ما نخشاه أن نصل إلى زمن يفقد فيه الناس ولا يسأل عنهم أحد !.
أين نحن ذاهبون ؟؟ .
د.فطين البداد