سرية المحاكمات .. لماذا يا نواب الأمة ؟
ليست هذه المرة الأولى التي طالب فيها نواب بمنع نشر جلسات المحاكم في الأردن .
فقد سبق طلبهم الأخير الذي جاء من خلال مذكرة نيابية وقعها 35 نائبا ، طلبات أخرى وفي مناسبات شتى ، من ضمنها هذه المذكرة التي وقع عليها أو على شبيهتها نواب قبل أسابيع .
وقد أحسن مجلس نقابة الصحفيين صنعا عندما أصدر بيانا يوم الخميس اعتبر فيه أن مذكرة النواب مخالفة صريحة للدستور الذي ضمن علنية المحاكمات ما لم تطلب المحكمة سريتها ، وكذلك جهل بما ورد في قانون المطبوعات الذي يمنع أصلا نشر تفاصيل المحاكمات التحقيقية طالما هي منظورة أمام القضاء ، فإلى ماذا يرمي القائمون على هذه المذكرة ؟؟ .
يعتقد البعض وبلا أدنى اتهام لأي أحد ، أن هناك طلبات قضائية بحق عدد من السادة النواب ، بعضها حقوقي وبعضها جزائي ، ووفق ما يقول هؤلاء فإن هذه المذكرة جاءت لحماية بعض النواب حتى لو كان الثمن اعتداء صارخا على المادة 101 من الدستور التي نصت في فقرتها الثالثة على أن " جلسات المحاكم علنية إلا إذا قررت المحكمة أن تكون سرية .... وفي كل الأحوال فإن النطق بالحكم يكون في جلسة علنية " وهي الفقرة التي استشهد بها بيان النقابة الأخير .
ويعلق نائب في المجلس رفض التوقيع قائلا : ألا يعلم السادة النواب الموقعون على المذكرة بأنهم لا يخالفون الدستور فقط ، بل يخالفون مبدأ عاما من مبادئ الحقوق العامة ، وكان يفترض أن لا يصدر عن نواب الشعب الذين يشرعون القوانين وهو ما علقت عليه النقابة أيضا ..
إذا كان بعض النواب، وأقول : " بعض " يريدون التضييق على الحريات والصحافة ، فماذا بقي للحكومات أيها السادة .
وكما قالت النقابة ، فإن الأمل معقود بأن يسحب النواب الموقعون على المذكرة تواقيعهم ، وإلا فإن التوقيع سيظل نقطة سوداء في السجل الشخصي لكل واحد منهم ، والتاريخ لا يرحم .
د.فطين البداد