ما قبل الثقة بحكومة الرزاز
ما من شك بأن رئيس الحكومة الدكتور عمر الرزاز قلق من مناقشة البيان الوزاري خلال الدورة الإستثنائية التي صدرت الإرادة الملكية بعقدها يوم الإثنين في السابع من تموز القادم .
القلق هو شعور طبيعي بالمناسبة ، حتى لو كان الرئيس واثقا من فوزه بالثقة بنسبة عالية ، وهو سيفوز بالثقة على أي حال لما نعرفه من أجواء المجلس وكتله ولجانه وتوجهاتهم عبر تجربة الدورة العادية المنصرمة .
سيتعرض الرئيس وبعض وزرائه لهجوم من قبل بعض النواب ، خاصة أولئك الذين ألزموا أنفسهم بحجب الثقة عبر منشورات وتصريحات وتغريدات تم رصدها في الأيام الماضية ، ولكن الكولسات التي تسبق التصويت وتلك التي تدور في العادة خلال مناقشة البيان الحكومي سيكون لها القول الفصل بلا ريب .
الرزاز استبق بيان الحكومة بمؤتمر صحفي عقده مع وزيرة الإعلام الجديدة تحدث فيه عن مجمل القضايا ، ولفت المراقبين منه حديثه عن مدونة السلوك الإعلامي ، وهنا لا بد من تعليق سريع :
الرزاز طالب بمدونة سلوك تلزم الإعلاميين بمضمونها ، وذلك بعد انتقاده ما قيل عنه شخصيا أو عن بعض وزرائه ، حيث نفى أي قرابة له بأي وزير وفق ما قال ، مما يعني بأن على الرئيس أن يكون أكثر حلما وأوسع صدرا ، ولم يكن جميلا أبدا تبرمه مما قيل فيه وبغيره ، والرئيس لا يعلم ، كما يبدو ، بأن هناك عدة مدونات سلوك إعلامية سبق والتزم بها الجسم الإعلامي ، الذي لا يضيره - بالمناسبة - أن تغرد فئة قليلة منه خارجه ، فهي وحدها تتحمل وزر ما تقوله وليس الإعلام عموما .
ولكي يذهب الرزاز إلى البرلمان مرتاحا ، فقد بدأ بنفسه وقام بإشهار ذمته المالية ، وهكذا فعل وزراؤه ، تطبيقا لقانون الكسب غير المشروع الذي يلزمهم جميعا بذلك بالإضافة إلى أن جميع وزرائه استقالوا من مجالس إدارات الشركات .
سنسمع خطابات واتهامات وسيطال الحديث بعض الوزراء ولكن الدورة الإستثنائية المنتظرة التي تعقد أساسا لغاية التصويت على الثقة ، ستشهد أيضا منح هذه الثقة ، ومن المرجح أن يقنع الرئيس النواب الذين هاجموه وهاجموا وزراءه من خلال كلمته التي سيرد فيها على انتقاداتهم وملاحظاتهم قبل التصويت .
ويظل سؤالنا الذي طرحناه في المقال السابق حاضرا : هل سنشهد تعديلا على طريقة عدنان بدران أم ثباتا على طريقة مضر ؟ .
د.فطين البداد