اليورانيوم : الأردني مثل الأطرش في الزفة !
فوجئ المراقبون بتصريح لرئيس هيئة الطاقة الذرية الدكتور خالد طوقان يقول فيه إن كمية الكعكة الصفراء من اليورانيوم في الأردن تقدر بـ " 40 ألف طن " .
كان تصريحا صادما بالمناسبة ، ذلك أن الأردنيين كانوا يعولون على اليورانيوم كأحد الخيارات مع خيارات اخرى لإخراجهم من أزمتهم .
قبل سنوات ، نشبت صراعات وصلت المحاكم الدولية بين الأردن وبين شركات تنقيب ، وخاصة تلك التي بحثت في البحر الميت فأكدت بأنها وجت النفط بكميات تجارية ، لتفاجأ الشركة بقرارات جعلت مشروعها على قارعة الطريق ، مما جعلها تلجأ للمحاكم خارج الأردن كما ينص العقد المبرم معها ، ومنذ ذلك الحين لم يعرف أحد ماذا كانت نتيجة تلك الإكتشافات" المزعومة " كما تنعتها الحكومة التي تنكر وجود النفط بكميات تجارية سواء في البحر الميت أو غيره وعبر أكثر من وزير طاقة ، وكأن جميع هؤلاء " قرأوا على شيخ واحد " .
اليورانيوم الذي لا يكاد يكفي نفسه ، وفق تصريح طوقان لا يعتبر شيئا أمام ملايين الأطنان الموجودة في استراليا وجنوب افريقيا وغيرهما ،ولو تابعنا تصريحات سابقة بخصوص اليورانيوم الأردني لوجدنا العجب العجاب ، ولتمكنا من تسجيل التناقضات المتعاقبة في تصريحات المسؤولين ، بينما يعيش المواطن الأردني " مثل الأطرش في الزفة " .
هناك أمل ما في حكومة الرزاز أن تكون أكثر وضوحا وأكثر واقعية في هذا الوضوح ، حيث ينتظر ملايين الأردنيين أن تحسم أمر تناقضات المسؤولين وتناقضات الشركات وتقول لنا : هل هناك يورانيوم " تجاري " في الأردن ، وهل هناك " نفط تجاري " وهل هناك ذهب تجاري في وادي عربة وهل هناك نحاس تجاري في ضانا ،وهل هنا غاز تجاري في الأزرق ، فإذا كان ذلك كذلك فبها ونعمت ، أما إذا لم يكن كذلك فإنه سيكون أمرا مؤسفا حقا ، ولكن - على الأقل - سيعرف المواطن " رأسه من رجليه " كما يقال ، مع أنه سيببرز سؤال مكرور أيضا : من يضمن أن تكون التصريحات الجديدة هي بالفعل عين الحقيقة !!.
د.فطين البداد