كم نسبة مرضى القلب بين الأردنيين ؟
ليس مستغربا ما يقوله تقرير جمعية القلب الامريكية الاخير عن أن نصف الأمريكيين يعانون من مرض ما في القلب والاوعية الدموية .
فلو نظرنا الى نمط الحياة الأمريكية بتفاصيلها لعرفنا بأن ما قالته جمعية القلب المذكورة هو نتيجة حتمية لهذا النمط ولطبيعة النشاط الاقتصادي والمعيشي للفرد الامريكي العادي سواء بالغذاء أو بغيره من مسببات .
التقرير الذي نشرته الصحافة الأمريكية نهاية الاسبوع أكد أن وفيات الامريكيين تتراوح بين النوبات القلبية أو انسداد الشرايين او السكتات الدماغية المباشرة أو ما يتمحور حولها .
وليطمئن المجتمع الأمريكي قال التقرير : إن نصف هؤلاء يتلقون العلاج .
حسنا ، هذا في امريكا ، فما هو الوضع في الاردن ؟؟ ..
لا يكاد يختلف الأمر كثيرا ، إذ حذرت بيانات صادرة عن منظمة الصحة العالمية من أن الاردن مقبل على زيادة في أعداد المصابين بالأمراض غير السارية ، ومن بينها القلب والسكري ، حيث تشكل اسباب الوفاة بين الاردنيين جراء أمراض القلب ما نسبته 40 % من عدد الوفيات ، في حين تشكل الوفيات الناتجة عن التدخين المسبب لامراض القلب بالمجمل حوالي 50 % من مجموع الوفيات ، وللتوضيح ، فإن 29 أردنيا يموتون بسبب امراض القلب اسبوعيا ، ولم يستغرب خبراء ذلك بعد أن علموا بأن نسبة المدخنين الى مجموع سكان الاردن وصلت الى 70 % ، وهناك تحذيرات من ارتفاع هذه النسبة الى 88 % ، وهي نتائج معززة لتقارير قالت إن الأردن يحتل الموقع الثالث عالميا والأول عربيا بالتدخين .
واذا كان نصف الأمريكيين مصابين بامراض القلب الناتجة عن السمنة وطبيعة الغذاء ونمط الحياة الامريكية ، فما هو نمط حياة الأردنيين يا ترى ، ويكفينا للعبرة وباختصار يختزل المسألة ما قام به مدرب المنتخب الاردني لكرة القدم عندما منع لاعبيه من تناول المنسف في بطولة آسيا .
قصة المدرب والمنسف هذه ، تذكرنا بالخمول والبطالة والسمنة والأرجيلة التي ابتلي بها المجتمع شيبا وشبابا ونساء ورجالا ، وطالما أن نمط العيش هو السبب ، فكيف سيحدث تغيير في هذا النمط وسط كل هذه الاحباطات الاقتصادية والمالية التي يعيشها الناس ؟ .
جمعية القلب الأمريكية طمأنت الأمريكيين بأن نصف المرضى يخضعون للعلاج الحقيقي، ولكن من يطمئن الأردنيين ان مرضاهم يحظون بهذا العلاج ، أو لنتوازن مع الأمريكيين - ونقول من يطمئن " نصف" المرضى الاردنيين أنهم سيخضعون لعلاج حقيقي ، وليس لمجرد مسكنات تصرف لهم من صيدليات الحكومة ؟ .
شافانا الله وعافانا !.
د.فطين البداد