عن اختفاء 30 أردنيا في سوريا
".. أنوه قبل الاستهلال بمقال هذا الاسبوع أنني غير معني بتقارير تحدثت عن تسييس هذا الملف أو تسخينه ، وما هو سبب ذلك ، بقدر ما يعنيني أن اردنيين اختفوا قسرا ، فالمقال معني بالإنساني تاركا السياسي لمقال آخر قد يأتي " وهنا أقول :
يبدو أن صبر الحكومة الاردنية بدأ يضيق حيال رفض السلطات السورية حتى الآن الافراج عن المعتقلين الاردنيين ، والذين اختفوا بعد فتح معبر نصيب بين البلدين في اكتوبر الماضي .
مؤخرا ذاعت تقارير عن أن المئات من الاردنيين مطلوبون للسلطات الامنية في دمشق ، وسرعان ما تم نفي مثل هذه الانباء على لسان القائم باعمال دمشق في عمان ، مع ان هذا النفي لم يدحض تلك التقارير .
ولحرص الاردن الرسمي على علاقات طبيعية مع دمشق ، انتهجت الحكومة خطا هادئا في طرح هذا الملف ، إلى أن تم تسجيل اعتقال 30 اردنيا عبروا الحدود بطريقة قانونية .
يفترض ، ووفقا للاتفاقات الدولية أن تخبر دمشق عمان عن اسماء الاردنيين المعتقلين أولا ، واسباب اعتقالهم والتهم الموجهة إليهم ، مع أن أي عاقل يدرك بأن اي شخص يشعر بأنه هدف مقصود فإنه لن يذهب اصلا ، وليس المرء بحاجة الى التأكيد أن كل المعتقلين " المختفين " ليسوا سوى مواطنين من عامة الناس شجعهم فتح المعبر والظروف الجديدة الى السفر للعمل ولقضاء المصالح المختلفة وبوسائل قانونية .
وزارة الخارجية ، قامت من فورها باسدعاء القائم بالأعمال السوري للمرة الرابعة والطلب منه ابلاغ حكومته بضرورة الافراج فورا عن الأردنيين المعتقلين وبدون اي إبطاء .
ومن سوء معاملة الطرف الآخر ، أن السفارة الاردنية في دمشق لم يتم اطلاعها او السماح لها بالاطلاع على ملف أي اردني تم اعتقاله .
كما ,ابلغت الخارجية القائم بالأعمال بأن عليه ابلاغ حكومته استياء الاردن واستنكاره لتكرار عمليات الاعتقال وبدون ان تحاط الحكومة الاردنية باي معلومة حيال ذلك ، مستنكرة ان تتم الموافقة على دخول الاردنيين ، ومن ثم يجري اعتقالهم ، وكأنهم يقعون في مصيدة نصبت لهم .
وبهذه المناسبة نسأل : اين الكتاب والقومجيون الذين ينافحون عن النظام ، بل أين النواب الذين حجوا الى دمشق مناصرين مؤازرين ، اين هؤلاء جميعا وأمثالهم ، ولماذا لم يقوموا بالتوسط للاردنيين المعتقلين ، ويذهبوا الى دمشق ويعودوا بهم ، لماذا صمتوا صمت القبور حيال 30 مواطنا أردنيا ذابوا كالملح في الماء .
نعتقد بأن هذا الملف لن يهدأ الا إذا عاد الاردنيون المعتقلون الى ذويهم سالمين ، وهذا ما يأمله الجميع ، شعبا وحكومة ومنظمات حقوقية محلية ودولية .
د.فطين البداد