حكومات برلمانية في الاردن
لا يستطيع أحد أن يجزم متى ستصل الاحزاب الاردنية الى مستوى يمكنها من الوصول الى البرلمان .
مهمة الاحزاب ، بالدرجة الاولى ، هي تشكيل الحكومات ، ولكن الوضع في الاردن مختلف ، بسبب ضعف هذه الاحزاب وقلة حيلتها وانعدام قواعدها .
من دون أحزاب قوية فإن هذا سيظل أملا يراود المجتمع الحالم بحكومات برلمانية تقود البلاد وفق الدستور وتنقل المشهد من الجمود الى الحركة ، ومن التقليد الى الابتكار .
وإذا كان رأس الدولة تطرق أكثر من مرة لضرورة وجود أحزاب قوية ، فإن هذا لا يمكن ان يتحقق إذا ظلت سوية الاحزاب الحالية على حالتها ، وائتلافاتها ظرفية وغير قابلة للإندماج الحقيقي أو التطور حتى الآن .
انتهجت الدولة منذ 10 سنوات طريقة غير ناجعة تدعى " تمويل الأحزاب " ولكن هذا الدعم كان يذهب الى جيوب البعض ، وأقول " البعض " لكي لا افهم خطأ ، وتأكيدا لذلك ، فإن الاجتماعات الأربعة التي عقدتها الاحزاب مع الوزير المعايطة كانت تتمحور حول الدعم ، بالإضافة طبعا الى قضايا اخرى ، ، مع تأكيدي على أن قضية التمويل من عدمها فيها محاور مؤتلفة أحيانا ومتضادة أخرى ولكن يمكن مناقشتها بعيدا عن قانون الأحزاب الذي شرعنها .
إن على " بعض " السادة من أمناء الأحزاب أن يدركوا بأنه لا مستقبل لهم ولاحزابهم إلا إذا تمكنوا من الدخول الى البرلمان كممثلين عن احزابهم وليس بصفة شخصية ، ويجب ان لا ينسوا أن الانتخابات القادمة هي في صيف العام القادم 2020 وهذه المهمة ليست سهلة ، لأن قانون الانتخاب الحالي لا يساعد على تحقيق هذا الهدف ، والظرف الموضوعي يتطلب منذ الآن ، التوحد والاندماج مع احزاب اخرى بالتنسيق مع قوى اجتماعية في مختلف المحافظات ، أي أنها تتطلب العمل الميداني ومواكبة هموم الشارع السياسية والاجتماعية والاقتصادية وليس مجرد اصدار بيانات انشائية عبر الفاكس .
إن وجود حكومة برلمانية أمر مستحيل بدون قانون انتخاب ملائم ، وبدون أحزاب في البرلمان ، وإذا حدث ذلك ، فسيتمكن جميع الاردنيين من تحمل مسؤوليتهم حيال ما يطبخ للمنطقة وللقضية الفلسطينية وللاردن بالدرجة الاولى .
المهمة ليست ترفا ، ومن غير تطوير في الفكر والميدان فإنه لن يكون لدينا أحزاب قوية ، وبالتالي ، فإن الحكومات البرلمانية ، من غير هذا التطوير ستبقى مجرد تمنيات وومضات " فقاعية " سرعان ما تنطفئ .
د.فطين البداد