الاردن ورمضان وكوشنر
يهل علينا رمضان الرحمة ، رمضان الايمان والعفو والغفران ، وسط أيام من الضنك والفاقة عاناها الاردنيون على مختلف المستويات ، لم تنته ، اقتصاديا ، بقانون الضريبة ، ولا سياسيا بما يعلنه كوشنر عن ان حل الدولتين ليس واردا في صفقة القرن التي ستعلن بعد هذا الشهر المبارك .
حتى الصفقة الصفيقة ، وصدماتها وضغوطها ومآلاتها اتكأت زمنيا على توقيت هذا الشهر العظيم الذي انزل الله فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ، ونراه يذود عنا كل هذه الويلات الحالية والمنتظرة ، والتي ندعو الله أن نتغلب كأردنيين عليها ونسقطها متآلفين متحابين ومتآخين .
رمضان ليس شهرا عاديا نمتنع فيه عن الطعام والشراب فحسب، وليس مجرد ممارسات طقوسية أو ذكريات ايمانية أوهمهمات صوفية ، بل هو شهر التحدي والصبر والتمحيص ، فيه يميز الله تعالى الصابرين من المدعين ، والصادقين من الكاذبين ، والمتوكلين من المتواكلين ، والمؤمنين من المنافقين ، والمبشرين من المرجفين ، فيه تتساوى الخلائق حيث لا غني ولا فقير ، ولا امير ولا اجير ، كلهم عند الله سواء كأسنان المشط ، ولا فضل لأحد على احد الا بالتقوى.
لتكن روح رمضان حاضرة في مفاصل نسيجنا الوطني في قادم الايام ، وهي أيام ثقيلة بفعل الضغوط المختلفة كما تقول مختلف القراءات ، فكما أن الصفقة المشؤومة بما رشح عنها ستعلن بعد هذا الشهر الفضيل فإن المطلوب ان يظل الاردن بلدا حصينا يترسخ فيه ويتجدد كل حين تآخي المهاجرين والانصار رغم انف ترامب والنتن ياهو و كوشنر وكل هذه الجوقة الآثمة .
كل عام وأنتم بخير .
د.فطين البداد