عن ضم اسرائيل لأراضي وادي الاردن
لعل هذا الموتور المعتوه الذي هو مستعد لفعل كل شيء ليكون رئيسا لوزراء الكيان العبري هربا من استحقاقات السجن التي تنتظره بسبب فضائحه التي لا تنتهي ، وجد بأن ضم مستوطنات الاغوار هي خير وسيلة لكسب تأييد المستوطنين والمتطرفين الذين يبحث عن اصواتهم وسبق وانجحوه في الانتخابات السابقة .
اليوم الاحد ، نحن على موعد مع عقد نتنياهو اجتماعا بحكومته في غور الاردن من الجانب المحتل ، ولولا أن منعه قادة الجيش والاجهزة الامنية من اعلان الضم في المؤتمر الصحفي الذي عقده السبت لكان اعلن الضم دون أن يبالي لا بالعرب ولا بالعجم .
يقال ، وما أكثر ما يقال بهذا الصدد: أن ضم مستوطنات غور الاردن ، إضافة للهدف الشخصي لنتنياهو ، هي من ضمن سياقات صفقة القرن التي حشدت الولايات المتحدة ما يربو من 750 عالما من مختلف التخصصات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية من اجل وضع خطتها وخطوطها ، ومخطئ من يعتقد ان هذا اللص المرتشي وفق التهم الموجهة اليه ، سيقدم على فعلته في معزل عن ترامب وصهره ، بل إن ما تسربه الصحافة الغربية يقطع بان الولايات المتحدة ستفعل بشأن ضم المستوطنات المذكورة كما فعلت بالنسبة للقدس وكما فعلت لاحقا بشأن الجولان المحتل .
اردنيا ، فإن كل ما يقوم به نتنياهو مدان ومرفوض ومستنكر رسميا وشعبيا ، لأدراك الاردنيين بكل اطيافهم ومستوياتهم بأن الضم الموعود يعني ابتلاع 60 % من اراضي الضفة الغربية المحتلة وهذا يعني استحالة قيام دولة فلسطينية على ما تبقى من مساحة ، ولكن الدهاء الصهيوني الخبيث تفتق عن اراض في سيناء تضم الى اراضي غزة ، وأن يتم تعويض مصر من اراضي النقب ، بحيث يكون هناك مساحة معقولة للدولة الفلسطينية الموعودة التي تتحد بالصيغة المرسومة كونفدراليا مع الاردن وفق احلام وأوهام واضعي الخطة ، دون ان يعي هؤلاء بأن هذه الافكار ولدت ميتة فلسطينيا واردنيا وعربيا واسلاميا لأننا نتحدث عن عقيدة وعن مسجد تشد اليه الرحال ، وليس الأمر مجرد اموال تبني مدن ملاه وموانئ ومطارات وعمارات .
إن ضم مستوطنات الاغوار هو بمثابة رصاصة الرحمة على اتفاق وادي عربة وعلى كل الحقوق الاردنية ومؤامرة على الاردن وشعبه الواحد ، وإن امام الاردن طريقا واحدا لا ثاني له البتة وهو وحدة الصف رسميا وشعبيا ووحدة الكلمة والموقف والهدف والمصير ، فبمثل هذا تندحر كل المؤامرات الخاسرة والخائبة .
د. فطين البداد