هذا ما حدث لفلسطين في اجتماع لجنة الاتحاد البرلماني العربي
اشد على ايدي السادة اعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني العربي التي عقدت اجتماعاتها على مدار خمسة ايام في عمان مؤخرا ، واقرت جدول اعمال المؤتمر الذي سيعقد في آذار القادم 2020 بدولة الامارات العربية المتحدة .
كل شيء مضى بسلاسة سواء في اللجنة التنفيذية أو الفريق القانوني أواللجنة المصغرة ، وتم اقرار تعديل النظام الداخلي للاتحاد بما يتوافق مع الميثاق ، بل واقرت ثلاثة مشاريع قوانين استرشادية بشأن الطفل والمرأة والارهاب ولم يحدث اي اشكال .
ولكن اللافت ، هو ما وقع خلال مناقشة البيان الختامي للاجتماع ، أو بالأحرى : التصريح الصحفي الذي جرت العادة ان يصدر نهاية كل اجتماع من هذا القبيل ، وكانت فلسطين مربط الفرس .
فقد تضمن البيان ، أو " التصريح " كما احب بعض الاعضاء تسميته ادانة لاسرائيل واجراءاتها في القدس والضفة وفلسطين عموما ، وتأكيد على رفض كل ما يقوم به الكيان من اعمال اجرامية بحق اهل فلسطين ومقدسات العرب والمسلمين في الارض المحتلة ، وهنا بدأ الخلاف :
الخلاف دب بين الاعضاء بسبب رفض البعض تضمين فلسطين بالبيان الختامي ليس لكون من رفض التضمين هو ضد القضية الفلسطينية ، بل لكون القضية الفلسطينية لم تدرج اصلا على جدول اعمال اجتماع اللجنة التنفيذية ، بينما رأى البعض أن تضمين فلسطين هو تحصيل حاصل ويجب ان يحدث لأن هذا بات عرفا في اجتماعات اي لجان عربية ، فما بالك والاجتماع هو توطئة لاجتماع رؤساء البرلمانات العربية الذين يفترض أنهم يمثلون شعوبهم العربية المتشبثة بعدالة القضية ، لكون فلسطين ، وكما قلنا ونكرر : قضية عقائدية لا مزاح فيها ولا تهاون ولا استخفاف ، ولذلك فليس شرطا ان تكون فلسطين مدرجة في الاساس على جدول الاعمال لكي تذكر في البيان .
وبين شد وجذب ، انتهى الاجتماع الى تحويل البيان الختامي المقترح الى رئيس البرلمان العربي المهندس عاطف الطراونة وبشكل شخصي ، اي ليس رسميا ، كما طلب بعض المعترضين وهكذا كان القرار بعد التصويت .
وإذا كان هناك من مبرر لرفض التصريح او البيان بسبب ما تشهده بعض البلاد العربية فإن الاولى أن تكون كل القضايا العربية مدرجة ضمن البيان الختامي المذكور ، وهو راي طرحه البعض ممن رفضوا تبني البيان ، أو ان يصدر باسمهم على أي حال .
كان يفترض أن تدرج فلسطين في كل بيان ختامي او تصريح صحفي يعقب اجتماعات اللجان البرلمانية المختلفة ، وهو ما بات عرفا كما قلنا ، وايضا ، فإنه كان يفترض أن يدين البيان او التصريح الاعتداءات الايرانية والصهيونية على حد سواء ، وهذا امر طبيعي ، ولكن لا يجب ان ننسى بأن فلسطين هي ارض المنشر والمحشر ، وهي اولى القبلتين ، وأن الأقصى هو المركز الذي انطلق منه المعراج الى السماء .
لقد كان معراجا الى "سدرة المنتهى " وليس الى المريخ .
د. فطين البداد