تعديل نظام الرتب واضراب المعلمين
كان الاردنيون يأملون ان يعود ابناؤهم الى المدارس بداية هذا الاسبوع ، بعد تصريحات ايجابية اطلقها رئيس الحكومة الخميس دعا فيها الفريق الوزاري المحاور للنقابة الى تجديد الحوار خدمة للطلبة والعملية التعليمية والمعلمين على حد سواء .
وبالفعل ، التقى الطرفان ، الفريق الحكومي ، وممثلي النقابة مساء الجمعة لاستكمال الحوار ولكن النتيجة التي خرج بها هذا الحوار كانت صفرا .
فمن جهته ، اعتبر الدكتور وليد المعاني انه وفريقه سعوا جاهدين لايجاد قواسم مشتركة تحل معضلة الاضراب ، وكشف عن انه وفريقه قدموا مقترحات من اجل تحسين اوضاع المعلمين ، غير ان ممثلي النقابة رفضوا ذلك كما قال في تصريحه ، مذكرا بان الحكومة طلبت من النقابة تقديم عروض بهذا الشأن ولكنها لم تفعل كما قال .
اما النقابة ، فأعادت ما ذكرته غير مرة انها لم " تصل الى نقاط لقاء " وهي عبارة تعني أن كل ما جرى ويجري من حوارات لم يكن سوى حوار طرشان .
ولأن شر البلية ما يغضب، فإن النقابة اعلنت استمرار الاضراب مؤكدة انها " متأسفة لذلك " لأنها تعبت من الوعود والتصريحات كما قال ممثلها في تصريحات صحفية عقب اللقاء .
الحكومة من جهتها ، خرجت بعد جلسة خاصة عقدتها السبت بزيادة رواتب للمعلمين بنسب مهمة ، وكان الجميع يأمل ان تتلقف النقابة هذه الزيادة بروح طيبة ، غير ان ما سمعناه من نائب النقيب كان بعكس الطموح الشعبي .
والزيادة التي اقرتها الحكومة تتمثل في ان يحصل كل من هو في رتبة معلم مساعد على زيادة قدرها 24 دينارا ، وقالت ان عدد المستفيدين من هذه الزيادة الممنوحة لاول مرة هو 36755 معلما ومعلمة .
أما من يحمل رتبة معلم فيحصل على علاوة 25 دينارا شهريا تمنح لاول مرة ، ويبلغ عدد المستفيدين من هذه الزيادة 31013 معلما ومعلمة .
أما من يحمل رتبة معلم أول فسيحصل على علاوة قدرها 28 دينارا شهريا ، ويبلغ عدد المستفيدين من هذه العلاوة التي تمنح لأول مرة 18253 معلما ومعلمة.
أما من يحمل رتبة معلم خبير فيحصل على علاوة قدرها 31 دينارا شهريا، ويبلغ عدد المستفيدين من هذه العلاوة الممنوحة لاول مرة كذلك 335 معلما ومعلمة .
ومن اجل ان يتم قوننة الزيادة التي ستبدأ اعتبارا من الاول من الشهر القادم في حال انتظام الدراسة كما تقول الحكومة ، فقد تقرر تعديل نظام الرتب ليتساوق مع هذه الزيادات ، إلا ان المفاجأة هي ما قاله نائب النقيب الذي تحول من علاوة 50 % الى طلب اعتذار ، بل انه قال في تسجيله الاخير : إن العلاوة لم تعد تعنيهم بقدر ما يعنيهم اعتذار الحكومة للنقابة ،مستهلا حديثه بقصيدة حماسية .
إن من العدالة الاستمرار في نظام الرتب ، وانا هنا لا احابي بقدر ما انقل وجهة نظر يعتمدها اغلب الاهالي الذين يرون جل ابنائهم بحاجة الى دروس خصوصية مع انهم منتظمون في دراستهم عبر المدارس الحكومية التي يعلم المعلمون قبل الاهالي طبيعتها ، كما وإن المقترح الاخير ، أو العلاوة الاخيرة فيها من الوجاهة ما يتطلب من النقابة دراسته ، لأن من العدالة أن يتم تصنيف المعلم حسب مؤهله وخبرته وكفاءته وتميزه ، وبناء عليه يرتفع ويتحسن راتبه ، وإلا فكيف سيتم ضمان الاداء وكفاءة المخرجات ، ثم هل من العدل والانصاف أن يتم الرفع لنسبة الـ 50 % بغض النظر عن المؤهل سواء الاكاديمي ام الفني ، من يقول بذلك ؟؟ .
يدرك الاردنيون جميعا اهمية المعلم وكرامته ، فما من بيت الا وفيه معلم أو معلمة ، ولكن ميزان العدالة يقضي ايضا بان تمسك النقابة بعلاوة الـ 50 % ولا شيء غير ذلك هو هدر للوقت وتضييع للعام الدراسي ، وضغط اضافي على الموازنة ، ونأمل كمراقبين وكمواطنين ان تنتهي هذه الازمة لما فيه مصلحة الطالب والمعلم على حد سواء .
د. فطين البداد