عن عودة الباقورة والغمر
فقد الكيان العبري صوابه بسبب موقف الاردن الصارمة بشأن الباقورة والغمر ، ورفضه المطلق ربط الافراج على الاسرى الاردنيين بتمديد تأجير المنطقتين مرة اخرى .
اعلام الكيان العبري لا ينفك يتحدث عن تدهور العلاقات بين الجانبين ورفض الاردن اي مساومة في الملفات الصعبة مثل القدس والدولة المستقلة والتوطين ، ولكنه ايضا يحمل نتنياهو وحكومته اسباب هذا التدهور الذي وصل لاستدعاء الاردن سفيره من تل ابيب .
كيف يمكن الاطمئنان لكيان غاصب محتل مجرم يعلن ضم القدس ويعد بضم مستوطنات الضفة ، وآخرها - حتى الآن - اعلانه القيام بخطوات لضم الاغوار ؟؟.
وسائل الاعلام الصهيونية بدت مصدومة وهي تحاول قراءة المشهد الاردني الرسمي والشعبي ، خلال حديثها عن العلاقات بين الجانبين بعد مرور 25 عاما على ابرام المعاهدة ، ولكنها كانت تؤمل نفسها بأن الامور ستعود الى نصابها ، وفي نفس الوقت يطلب بعضها من حكومة الكيان تقديم تنازلات حقيقية للاردن ليتقبل فكرة التعايش ولو في حده الادنى .
الموقف الاردني حيال الباقورة والغمر لا لبس فيه ولا تراجع بشأنه ، بل إن حقائق مهمة تكشفت بعد هذه الازمة :
فمن جهته ، كشف نقيب المحامين في ندوة عامة معلومات أكدها ووقف عليها عن ان الكيان يستفيد من الباقورة والغمر سنويا بمبلغ 5 مليارات دولار ، يجنيها من بيع الزهور والورود واصناف مختارة من المنتوجات الزراعية ، وبأن االمياه التي يستخدمها في المنطقة واقعة على حوض الديسي ، وعندما استغرب احدهم كيف ان اراضي الباقورة والغمر تقع على حوض الديسي قال : " ابحث عن الخارطة الجغرافية للحوض فستجد بان الغمر والباقورة تقعان فعلا ضمن امتداد حوض الديسي " .
كل الاردنيين موحدون بشأن القضايا الاستراتيجية ، ولكن من حق الجميع ان يتساءل عما إذا كانت مجموعة من المزارعين الصهيانية تجني مبلغ 5 مليارات دولار سنويا من زراعة الورود ، فلماذا لا تكون هذه الخمسة مليارات من نصيب الاردنيين ؟؟ .
السؤال يذكرني بقصة مع وزير زراعة اردني في العام " 1991 " حينما قال هذا الوزير النظيف لوسائل الاعلام في حينه بأنه بحاجة الى مبلغ 120 مليون دولار فقط ، وبعدها سيجعل الاردن مصدرا لمادة الصنوبر.. وعندما سئل كيف ستفعل ذلك ، قال : جربنا عملية التطعيم ونجحت ، وبإمكاننا تطعيم كل غابات الصنوبر الموجودة في الاردن وعندها ستكون هذه الغابات منتجة للصنوبر ، والقضية متوقفة على 120 مليونا ، ولما سئل : بماذا اجابت الحكومة قال : نفس الاجابة : " لا يوجد اموال " .
الباقورة والغمر ليستا للمساومة ، ولا ربط بينهما وبين الاسرى ، واعتقد أنه لو تعلق الامر بالمتسلل الاهوج عبر الحدود ، فلكل حادث حديث .