لو دامت لغيرك !
من سخرية المشاهد المحلية ان يرفع رئيس مجلس النواب بالانابة الدكتور نصار القيسي جلسة رقابية بسبب فقدان النصاب .
المصيبة ان النواب الذين يحضرون الجلسات الرقابية او التي تتضمن بند " ما يستجد من اعمال " يخرجون من تحت القبة حال ادلائهم بمداخلاتهم او ردودهم : فما ان ينتهي النائب من تعليقه على الاجابة ويستمع مع المجلس لحديث الوزير المعني بالسؤال حتى يخرج الى الاستراحة أو عائدا الى بيته تاركا زملاءه يعانون من رهبة فقدان النصاب ، وهو ما حصل في الجلسة الرقابية الاخيرة التي اضطر الرئيس لرفعها .
سبق وكتبنا عن هذه الظاهرة ، ولكن المختلف هذه المرة ، هو ان هذه الدورة البرلمانية هي آخر دورة في عمر مجلس النواب الذي يقال بأنه سيتم التمديد له ، أو هكذا يشيع نواب جريا على عادة " تعزية " النفس بفقدان المقعد وفقدان الحصانة ، ولكن قليلا من الذكاء كان سيفرض على النواب الذي خرجوا من تحت القبة مراجعة هذا السلوك بسبب ان نشاطاتهم " الاخيرة " في عمر هذا المجلس قد يبقى اثرها ولا يذهب بذهابهم ، ومن هذا المنطلق رأينا نوابا كانوا خامدين طوال السنوات الاربع ، ولكنهم" شدوا حيلهم " في هذه الدورة الاخيرة ليكون لهم بقايا ذكريات مع قواعدهم ، أما الاغلبية فغير عابئين لا بذكريات ولا بجمهور ولا ما يحزنون.
امام النواب استحقاق قريب وهو اقرار الموازنة العامة للعام 2020 وهي موازنة ستكون حافلة بارقام عجز غير مسبوقة، وبالمناسبة : فقد ذهب وزير المالية الذي سبق وانتقدناه في هذه الزاوية اكثر من مرة مع التعديل الاخير ، ولكن بقيت بصماته القاسية التي لا تمحى عن قانون الضريبة العتيد ، وليت النواب والوزراء ورؤساء الحكومات يدركون بان الباقي هو الله ، ثم الشعب ، وأن الكراسي ليست سوى عتبات يعبرها العابرون ، وأنها لو دامت لغيرك ما انتهت اليك .
د.فطين البداد