الاردن : المعارضة عبر فيديوهات السوشيال ميديا
ما يثير الاعصاب ، احيانا ، بعض أولئك الذين يخرجون بتسجيلات عبر مواقع التواصل ينظرون فيها على العامة وينذرونهم لقاء يومهم الذي يوعدون إن لم ينتبهوا ويتنبهوا لما يقولونه وما احاطوا به علما دون بقية خلق الله .
طيب ، من الظواهر الحسنة ، والداعمة للحوار ان يكون هناك حديث وتدخل في الشأن العام كل حسب استطاعته ، وهذا يعتبر اثراء للنقاش وترسيخا لمبدأ تبادل الآراء وتلاقحها ، ولا يعتقدن أحد بأننا ضد هذه الحوارات أو أننا نستنكرها ، بل بالعكس ، فإننا لطالما دعونا إليها ، ولكننا نتحدث هنا عن الذين يشطحون ، والذين في كل واد يهيمون ، فتراهم يتحدثون في الاقتصاد والاجتماع والجغرافيا والفساد والفلك والسمك والتمر هندي ، ظنا منهم ، وانا هنا اتحدث بالعموم ، أن رواج تسجيلاتهم وقبولها لدى العامة لا يتم إلا من خلال العرس والقرص والردح والشتم والصراخ والاتهام ، دون ان يدركوا بأن الاردنيين اذكياء بالفطرة .
على ذات الصعيد ، فإني أعتقد بأن قانون الجرائم الالكترونية الذي ربض بثقله على صدور الناس ، وبقية القوانين السالبة للحريات وخاصة القوانين التي تقيد الاعلام بشكل عام ، تتحمل مسؤولية كبرى في لجوء البعض للسوشال ميديا ، فتصبح الاتهامات ديدنا و " الثأر " مظلومية حقيقية أو مدعاة ، ومن واجب الحكومة أن تعيد النظر بالقوانين التي انتقدتها المنظمات الحقوقية ، لأننا بذلك نقطع الطريق على كل المرجفين الذين يريدون بالاردن وشعبه شرا من خلال التدليس والتحريض والكذب والتخوين ، وكأن الاردن الذي يدعون حبه تنقصه مشاكل امنية واجتماعية واقتصادية الخ .
ما هكذا تورد الأبل ، وليس بهذه الطريقة يتم تصويب الاخطاء إن كنا حريصين فعلا على تصويبها .
تشتم ، في اغلب التسجيلات التي يطلقها البعض من داخل الحدود او خارجها : إما اقليمية او مناطقية او حتى عنصرية فتدرك حالا بأن وراء الاكمة ما وراءها وبأن هؤلاء يريدون خراب البلد وتدميرها لا بناءها واصلاحها ، مثلهم في ذلك مثل شخص ازعجته ذبابة حطت على رأس شخص آخر فضربها بـ " المطرقة " .
حمى الله الاردن .
د . فطين البداد