الاردن وكورونا : تجربة السويد مثالا
للمرة الاولى يسجل الأردن عددا كبيرا من اصابات كورونا في يوم واحد ، إذ سجل الجمعة 206 حالات منها 197 حالة محلية الاغلبية منها في عمان بينما سجل السبت 117 حالة .
وللمرة الاولى ايضا ، يتم تأكيد 20 حالة بين الطواقم الطبية في مستشفى حكومي ، وهو مستشفى البشير الأمر الذي دفع الادارة الى تطبيق الحجر على ما يقرب من 52 شخصا من الكوادر الطبية يتم التعامل معهم وفق البروتوكول الصحي المعتمد .
ما الذي يجري ؟؟
في الواقع : هذه الارقام كانت متوقعة ، بل إن مصادر طبية رسمية قدرت من خلال استطلاع دراسة اصابة 25 الف اردني بالفايروس في السابق ، مع أن التقارير الرسمية تقول بأن إجمالي الحالات هو 3062 حتى مساء السبت ، فقد كشف الناطق باسم لجنة الأوبئة الدكتور نذير عبيدات إن دراسة تم اجراؤها اظهرت اصابة هذا العدد " 25 : الفا ، بعد ان تضمنت بالمرحلة الاولى سحب عينات عشوائية من 4500 اردني من مختلف مناطق المملكة ، فاكتشفت الدراسة بأن 5،2 من بين كل الف شخص اصيبوا بالفايروس وقياسا بعدد السكان فإن ما يصل الى 25 الفا اصيبوا بالفايروس وفق عبيدات .
والمهم في ما قالته اللجنة ليس هذا العدد ، بل دخول الاردن في المرحلة الثالثة التي تسبق المرحلة الرابعة ، وهذه الأخيرة تعني بداية " تفشي مجتمعي " وهو الأهم .
حسنا ، ماذا يعني ذلك بالضبط ؟؟
هذا السؤال أجاب عنه تصريح للمبعوث الخاص لمنظمة الصحة العالمية ديفيد نابارو الذي اعتبر بأن تجربة السويد في مكافحة كورونا يجب ان تكون مثالا يحتذى لجميع دول العالم وفق قوله .
وتطرق المبعوث إلى ما اسماه " " القيود الناعمة " التي فرضتها الحكومة السويدية على مواطنيها ، دون ان تلزمهم بأي أمر لا بارتداء الأقنعة ولا ما يحزنون بل بالتباعد الاجتماعي وعدم التجمع لاكثر من 50 شخصا ، تاركة الموضوع كله في عهدة " ضمير المواطن السويدي " كما قال ، طالبا من دول العالم اتباع استراتيجية مماثلة ، دون أن يكشف بصراحة هل بدأت منظمة الصحة العالمية تدعو لما يعرف بـ " مناعة القطيع " أم لا حيث ترك الباب مواربا .
ومعروف أن المدارس والمطاعم والاسواق وكل مرافق الاقتصاد لم تغلق في السويد بالمرة منذ بداية الجائحة قبل خمسة شهور ، فشهدت البلاد حوالي 90 الف اصابة وسجلت ما يصل الى 6 آلاف وفاة يقول خبراء الصحة في البلد الاسكندنافي إنه كان يجب التقليل من اعدادهم لو اتخذت بعض الاجراءات .
والمقصود مما اوردناه آنفا أن العالم كله يتخبط في كيفية مواجهة هذا الفايروس ، بل ويتخاصم عبر علمائه واطبائه في قبول مبدأ اللقاح " السياسي " الروسي وأشباهه أم الانتظار الى حين نضوج " الترياق " الطبي المنتظر ، ولكن تصريح مبعوث المنظمة العالمية يعني بأن الامر لم يعد تحت السيطرة وبأن على المجتمعات كافة تقبل مبدأ التفشي المجتمعي ، اي أننا بعبارة أخرى على مشارف الدخول في مرحلة ما يطلق عليه " مناعة القطيع " حتى وإن لم يقل أحد ذلك .
د . فطين البداد