تقرير حالة البلاد : نجاعة التعليم تحت سقف كورونا
نقاط غاية في الاهمية تطرق اليها المجلس الاقتصادي والاجتماعي خلال مناقشة تقرير حالة البلاد الثالث والذي عقد قبل ايام .
اسعدني جديا ، أن يكون محور التعليم العام والتعليم العالي محورا في النقاش الذي حضره وزير التربية والتعليم ،اضافة الى خبراء من القطاعين العام والخاص ، وما من شك بأن المجلس ، ومن خلال عقد هذه الجلسة النقاشية ، يقوم بمراقبة تنفيذ الاستراتيجيات المناطة بالحكومات أو تلك التي تعهدت بها ، مما يعزز مبدأ الرقابة من خارج مجلس الأمة .
وبالتأكيد ، فإن كورونا كانت حاضرة بقوة ، خاصة وأن التعليم ، في ظل الجائحة ، يتطلب خططا محكمة بعيدا عن الفزعة والارتجالية التي تعتمدها بعض الدول المجاورة ، ولعل هذا الامر هو الذي جعل المجلس يركز على مدى تكيف الحكومة بوزاراتها المختلفة مع الجائحة ، وعلى الاخص منها وزارة التربية والتعليم ، ومعرفة أي تغير طرأ على خطط الجهات المعنية كل وفق تخصصه .
ومن نافلة القول أن وزير التربية يدافع عن وزارته ويستعرض ما قامت به من خلا ل التباعد والتدريس الرقمي عن بعد إلخ ، ولكن الاهم هو معرفة حقيقة الناتج المعرفي : هل كان ذا حصيلة جيدة أم أننا نشرع في التعليم عن بعد دون اية معرفة بنتائج هذه المرحلة ومنتوجها سواء فيما يتعلق بالطلبة أم حتى بالمعلمين الذي اعترف المجلس بأنهم بحاجة الى تدريب وتأهيل ، وأعني هنا في اغلبهم .
أما فيما يتعلق بالجامعات ، فإن الأمر كان موضع نقاش لا بد منه ، خاصة إذا علمنا بان الجامعات بحاجة الى البحث عن بدائل رقمية للتدريس وكسر كلاسيكية التعليم المعروفة من عمليات تقييم الطلاب والامتحانات اضافة الى حوسبة كل الاجراءات الادارية والمالية والأكاديمية ، بل إن المجلس طلب بأن تنشئ الوزارة مركزا وطنيا للتعليم الرقمي .. وحسنا فعل المجتمعون باتفاقهم على ان الجامعات تتخبط في مسألة التعليم عن بعد مع غياب التنسيق الحقيقي بينها ، منتقدين التنافس الحاصل بين المنصات المختلفة التي يجب أن يصار الى توحيدها ، كأن يكون هناك منصة مشتركة واحدة للتعليم الرقمي وفق رؤية المجلس والمجتمعين .
وفي غمرة كل ذلك أطلت العدالة برأسها بعد أن تم الاعتراف بأن المناطق النائية محرومة من كل جهد حديث يتسارع في هذا الاتجاه.
ومن المنتظر ان يستمر النقاش خلال الفترة القادمة باستضافة أصحاب الراي من القطاعين وذوي الخبرة عبر جلسات نقاشية متعددة لعلنا نصل الى تعليم رقمي حقيقي وأن لا يكون مجرد طي للمساقات وضحك على ذقون الطلبة والاهالي معا .
د . فطين البداد