الشغل الشاغل للاردنيين
ينشغل الاردنيون بالحكومة واسمائها وبمجلس النواب القادم كما انشغلوا بتشكيلة الاعيان قبل ايام .
إلا أن الشغل الشاغل والاهم بالنسبة لهم ، هو الوضع الاقتصادي والفقر والبطالة وما يتفرع عنها من عناوين لا تبدأ بالصحة ولا تنتهي بالتعليم .
كثيرة هي الهموم الاردنية بعد تجاوز المديونية حاجز الـ 32 مليار دينار ، أي منذ اليوم الأول الذي كلف فيه الدكتور الرزاز بتشكيل الحكومة في 5/6/2018 وهي فترة تخللها 4 تعديلات حكومية ودخول وخروج 52 وزيرا .
لا يخفى على المتابع مستجدات تتعلق بتوفير الغذاء على المستوى العالمي بسبب كورونا وما انتجته الاغلاقات من نقص في الانتاج وأحيانا الأيدي العاملة وشح السيولة وانعدام وسائل النقل ، وما يستتبع ذلك من آثار امنية واجتماعية على مختلف دول العالم والاردن أحدها ، ووقوف الخبراء عاجزين عن وضع الوصفات الناجعة نتيجة شح البدائل التي لا تخرج عن جذب الاستثمارات من خلال منظومة جديدة للتشجيع ومنح حوافز اضافية وتسهيل الإجراءات ، ووضح حلول للمشاريع المتعثرة القابلة للإغلاق : كل ذلك وغيره مرتبط ارتباطا وثيقا بعجلة اقتصاد وجدت نفسها متوقفة فجأة وبدون شارة مرور .
وأيا كان الأمر ، فإن اي حكومة لن تستطيع تخطي هذه الحواجز العالية بسيقان قصيرة ، أو باتباع نفس الطريقة القديمة الباحثة عن الايرادات من خلال الضرائب والرسوم على الجميع افرادا ومؤسسات ، وستظل تدور حول نفسها وتزيد الطين بلة إن اكتفت بانتهاج ذات الاسلوب القديم البالي في ترحيل الأزمات والبحث فقط عن نسب نمو طفيفة عبر الديون الداخلية والخارجية ، بعيدا عن الاستغلال الأمثل للموارد والامكانيات وشعور المواطن بأي تحسن .
جاءت حكومة فلان ، وغادرت حكومة علان ، وبمجرد القاء نظرة على منجزاتها نكتشف بأن كل سنة في عمر كل حكومة يعني اضافة مليارين الى المديونية ، وها هي الحكومة الأخيرة تغادر بفترة حكم سنتين وثلاثة أشهر مخلفة وراءها 4 مليارات دينار تضاف الى المديونية ، وعليه قس يا رعاك الله .
حمى الله الاردن .
د.فطين البداد