الاردن : مظاهر اطلاق النار وهيبة الدولة
ليس فقط رأس الدولة ومدراء الأجهزة المختلفة انتابهم الغضب مما جرى من انفلات تزامن مع الانتخابات واعلان نتائجها ، بل إن الشعب الاردني كله أصيب بالصدمة من هول ما رأى ومن حقيقة وجود فئة من الاردنيين تؤمن بالدولة بالتأكيد ولكنها لا تراعي هيبتها وحقوق شعبها .
القلق ساور الكل بما في ذلك غير الاردنيين ، ولا نبالغ إذا قلنا بأن مشاهد الاحتفالات او الاحتجاجات على النتائج واطلاق النار وخرق القوانين وحجم الاسلحة التي شوهدت وكمية الرصاص الذي اطلق من شباب ونساء واطفال جعلت كثيرين يتساءلون عن تلك الحكومات ومجالس النواب التي وضعت تعديل قانون الأسلحة والذخائر في الادراج بعد مضي ستة عقود على اقراره ، رغم أن الظروف تغيرت والاحوال تبدلت عما كان عليه الوضغ قبل ستين سنة .
تغريدة الملك نبهت الجميع وحفزت قادة البلد السياسيين والعسكريين والأمنيين لأن يدقوا ناقوس الخطر على الهواء مباشرة ويعلنوا بدء مرحلة جديدة كان أولها ضبط أولئك الذين ظهروا في الفيديوهات وهم يطلقون الرشاشات والرصاص في مشهد يدمي القلوب وبأساليب تنم عن جهل أو بالأحرى استهتار بحياة الناس وبالدولة بأسرها ، حيث شاهدنا بالفعل وعلى مدار أيام حملات أمنية مستمرة للقبض عليهم وعلى المحرضين وكل من تسبب بما جرى بمن في ذلك نواب فازوا في البرلمان الجديد ونواب لم يحالفهم الحظ ، وفي مختلف المحافظات .
جهود مباركة من قبل الأمن والجيش ، والمطلوب إنفاذ قانون الاسلحة والذخائر الحالي بحذافيره ، إلى حين أجراء تعديل عليه يجرم كل من يحمل السلاح خارج اطار الدولة أيا من كان وما كان بعقوبات حقيقية مغلظة ورادعة ، وأيضا جمع الاسلحة غير المرخصة بكل قوة واقتدار وبدون تبريرات وكلام فارغ ، فنحن نعيش في دولة لها جيش ولها أمن ولا يجوز ابدا أن يكون بين ظهرانينا ما يشبه افلام الكاوبوي إذا أردنا أن نمحو من الذاكرة الشعبية ومن ذاكرة الضيوف والاجانب والوافدين والمستثمرين والدبلوماسيين كل تلك المشاهد المؤلمة والمحزنة و" المرعبة " .. وعلى جميع المسؤولين استذكار ما سبق وقاله الملك ذات يوم : " ما في حد أقوى من الدولة " .
حمى الله الاردن .
د.فطين البداد