العودات وصحفيو مجلس النواب
لعل رئيس مجلس النواب المحامي عبد المنعم العودات حسم الجدل الذي أزعج الجسم الاعلامي على مدار الاسبوع الفائت ، عندما تم منع الصحفيين من تغطية اجتماعات اللجان النيابية وكذلك تلك الحواجز الخشبية التي نصبت في الشرفة وحجبت الكاميرات عن جزء مهم من القبة .
قلنا : إن العودات حسم الجدل هذه المرة وأقر السماح بتغطية اجتماعات اللجان وأمر بإزالة الحواجز ، ووفقا لصحفيين وللنقابة ذاتها ، فإنه كادت تنشب أزمة بين الإعلام والمجلس ولكن الأمور عادت لطبيعتها .
الذي واكب البرلمانات الأردنية ، لا تفاجئه مثل هذه الأجراءات خاصة عند بداية عهد أي مجلس ، ونتذكر في البرلمان السابق كيف أن أزمة عدم ثقة نشبت بين الطرفين أدت الى امتناع الصحافة عن تغطية نشاطات المجلس قبل أن يتم إزالة القيود ، وكذلك ما سجله الصحفيون من ممارسات لموظفين في المجلس عمقت الشرخ بينهم وبين رئاسته وامانته العامة آنذاك لولا تدارك الامر وتقييد صلاحيات احد المدراء ممن اعتبروا سببا رئيسيا في التأزيم .
من حق الصحفيين تغطية اجتماعات اللجان النيابية التي تناقش القضايا العامة والقوانين وايا كانت هذه القضايا التي يتم مناقشتها طالما هي في اطار القانون والنظام ، ومن حق الصحفيين ان تفرد لهم مساحات من الحرية ضاقت في مجالس سابقة لتفسيرات خاطئة تم اسقاطها على قوانين او تفاسير قوانين صادرة عن مجالس دستورية ، ومن حقهم أن يلتقطوا الصور والفيديوهات التي توصل الحقيقة للرأي العام وأن لا تتم محاسبة اي منهم على اي صورة بدعاوى شتى طالما أن هذه الصورة وهذا الفيديو وهذا التقرير هو محض تغطية حقيقية اعلامية لأي حدث أو تصريح برلماني أو مشهد أو حالة ، وليس من حق أحد منعهم من التقاط صور بواسطة الـ " زووم " كما فعلت احدى الحكومات السابقة التي ارسلت صحفيين للمحاكم بدعوى انهم التقطوا صورا لأوراق من أمام وزير أو رئيس حكومة .
اعلام غير مسموح له يتغطية وقائع الجلسات واجتماعات اللجان وكولسات النواب هو اعلام مريض ستصيب عدواه الجميع ، وعلى رأسهم السادة النواب أنفسهم الذين نأمل أن يتفهموا دور السلطة الرابعة التي هي رديفة لهم ولنشاطاتهم ومكملة لجهودهم ، والاختلاف في الراي لا يفسد للود قضية ، لأن مجلس نواب بلا اعلام هو بالضبط كسفينة بدون ماء .
تحية للعودات ، الذي عالج الاخطاء التي يأمل الاعلاميون أن لا تتكرر .
حمى الله الأردن .
د. فطين البداد